والظاهر أن لا
خلاف في زوالها بارتكاب الكبيرة ، وأنه كذلك بالإصرار على الصغيرة فإنه كبيرة
عندهم كما أشرنا إليه.
والظاهر أنها
تعود بالتوبة والعمل الصالح في الجملة. وما يدلّ عليه من الآيات والأخبار [١] ، كثيرة ، بل لا يبعد كونه إجماعيا ، ولكنّ العمل
الصالح غير معلوم.
فالمراد منه ـ في
الظاهر ـ ما يطلق عليه عمل صالح ، مثل صلاة وصوم ، بل ذكر واستغفار ونحو ذلك ممّا
يقال عليه شرعا أنه عمل صالح.
بل لا يبعد أن
يكفي التوبة إذا علم كونها توبة وندامة وعدم العود على ذلك بوجه ، بأن يمضي زمان
يمكن العود ولم يكن له مانع عن الذنوب وما ينقض التوبة فهي مع الاستمرار في الجملة
ـ بحيث يتيقّن التوبة والإصرار عليه مدّة ـ هو العمل الصالح.
بل لا يبعد
العود بمحض التوبة ـ وهي الندامة والعزم على عدم الفعل ـ لكون الذنب قبيحا ممنوعا
شرعا وامتثالا لأمر الله ولم يكن غير ذلك مقصودا ، فيكون العمل الصالح تأكيدا
لتحقّق التوبة وإصلاح النفس كما يظهر من تفسير [٢] قوله تعالى : «وَمَن تابَ وَأصلَح» [٣] ، لعموم قبول التوبة في الآيات والأخبار الكثيرة ،
[١] راجع الوسائل باب
٤٧ من أبواب جهاد النفس ، ج ١١ ص ٢٦٤.
[٢] في مجمع البيان ج
٤ طبع مصر ص ٤٧٦ ، عند قوله تعالى : (وَأَصْلَحَ)
: أي رجع عن ذنبه ولم يصرّ على ما فعل وأصلح عمله).
[٣] ليس في القرآن
المجيد آية بهذه العبارة ، بل الآية الشريفة هكذا «كَتَبَ
رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً
بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» ،
الأنعام : ٥٤.
نام کتاب : مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان نویسنده : المحقق المقدّس الأردبيلي جلد : 12 صفحه : 321