وهو بعيد كما لا يخفى ، ويحتمل ان تكون منصوبة على التشبيه. والتقدير بذكاة
امه ولكن حينئذ يفيد انه لا بدّ من تذكيته أيضا ، ولا يحصل ذلك بمجرد ذكاة امّه ،
وذلك أيضا بعيد ويخرج عن الحكم المشهور ، فتأمّل.
قوله
: «كلما خلقه الله من المطعومات فهو مباح إلخ» قد توافق دليل العقل والنقل على إباحة أكل كلّ شيء خال
عن الضرر ، وشربه ، وقد بيّن دلالة العقل على ان الأشياء الخالية عن الضرر مباحة
ما لم يرد ما يخرجه عن ذلك.
والآيات
الشريفة في ذلك كثيرة أيضا مثل (خَلَقَ لَكُمْ ما فِي
الْأَرْضِ جَمِيعاً)[١] و (كُلُوا مِمّا فِي
الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً)[٢].
والأخبار أيضا
كثيرة ، والإجماع أيضا واقع ، فالأشياء كلّها على الإباحة بالعقل والنقل ، كتابا
وسنة وإجماعا إلّا ما ورد النص بتحريمه. امّا بالعموم ، مثل ويحرّم عليهم الخبائث[٤] ، فما علم انه خبيث فهو حرام ، ولكن معنى الخبيث غير