و أمّا فيما دلّ على أنّ «النظر سهم من سهام إبليس» [1]، فلأنّه ظاهر فيما كان عن شهوة كما لا يخفى، و كذا ما دلّ على أنّ «زنى العين النظر» [2]، و يشهد له [3] قوله (عليه السلام): «و زنا الفم القبلة» [4] فإنّها لا تكون إلّا عن شهوة.
و أمّا قوله: «ربّ نظرة أورثت حسرة» [5]، فلأنّه على وجه الإيجاب الجزئي، و لا يجدي في ما نحن فيه [6].
و أمّا في المكاتبة [7]، فلعدم دلالتها على وجوب التنقّب أوّلا، و احتمال كون الأمر بالتنقّب من جهة إباء المرأة عن التكشّف لكونها متستّرة مستحيية عن أن تبرز للرجال، فإنّ ذلك ممّا يشقّ على كثير من النساء، و إن كان جائزا، إذ ربّ جائز يشقّ من جهة الغيرة و المروّة، فإنّك قد عرفت جواز النظر إلى وجه من يراد تزويجها و كفّيها اتّفاقا، مع أنّ هذا شاقّ على كثير من النسوان و أهليهنّ سيّما الأبكار من أولي الأخطار.
و يؤيّد ذلك أنّه لمّا قال أبو حنيفة لمؤمن الطاق: «أنت تحلّ المتعة، فلم لا ترخص نساءك أن يتمتّعن و يكتسبن؟ فقال له مؤمن الطاق: