و هذا أيضاً لا يخلو عن منافاة لظاهر كلمات الأصحاب و الأخبار، إلّا أنّه يمكن حمل كلماتهم على اجتماع عادة و تمييز في حيض واحد، لكن ظهور الأخبار في طرح ما سوى أيّام العادة، سيّما المرسلة الطويلة، ممّا لا ينكر، فالقول بظاهرها كما عن جماعة من متأخّري المتأخّرين كصاحبي الذخيرة [1] و الحدائق [2] و الوحيد في شرح المفاتيح [3] لا يخلو من قوّة.
هذا كلّه في المعتادة
[ذات التمييز]
(و) أمّا غير ذات العادة من الأقسام الثلاثة الباقية، فمن كان منهنّ (ذات التمييز) واجدة لما يميّز به حيضها عن طهرها رجعت (إليه) أي إلى تمييزه، و التمييز يحصل بصفات الحيض و الاستحاضة، فما كان من الدم الجامع لشروط الحيض على صفته جعله حيضاً، و جعل ما عداه استحاضة.
و رجوع غير المعتادة في الجملة إلى التمييز هو المعروف بين الأصحاب، بل الظاهر كونه مجمعاً عليه، كما هو صريح الخلاف و ظاهر المعتبر و المنتهى.
ففي الخلاف: المستحاضة إن كان لها طريق تميّز بين دم الحيض و الاستحاضة رجعت إليه، فإن لم يتميّز لها رجعت إلى عادة نسائها، أو قعدت في كلّ شهر ستّة أيّام أو سبعة أيّام .. إلى أن قال: دليلنا على ذلك إجماع الفرقة، روى حفص بن البختري [4]، فذكر الحسنة الآتية [5]، انتهى.