سبحانه حكم الاعتزال على حقيقة المحيض الواقع في سؤالهم.
[خواص دم الحيض]
ثمّ إنّ المصنّف (قدس سره) قد عرّفه بخواصّه التي يشترك في العلم بها الفقيه و العامي، فقال: (و هو في الأغلب: أسود) أي مائل إلى السواد. و في النافع و شرحه: أسود أو أحمر [1]؛ لاتّصافه بالحمرة في كثير من الأخبار [2].
و في الشرائع [3] و عن المبسوط [4] و الوسيلة [5] و كثير من كتب المصنّف [6]: الاقتصار على الأوّل، و لعلّ المراد ما يقابل الصفرة. و عن الفقيه [7]: الاقتصار على الثاني؛ و لعلّه أراد مطلق الحمرة الشامل للمائل إلى السواد.
(حارّ، يخرج بحرقة) حاصلة من دفعه و حرارته، و هذه الخواصّ مستفادة من الحسّ و الأخبار. ففي صحيحة حفص بن البختري أو حسنته، قال: «دخلت على أبي عبد اللّه (عليه السلام) امرأة، سألته عن المرأة يستمرّ بها الدم، فلا تدري أ حيض هو أم غيره؟ فقال لها: إنّ دم الحيض حارّ عبيط أسود، له دفع و حرارة، و دم الاستحاضة أصفر بارد، فإذا كان للدم حرارة و دفع و سواد فلتدع الصلاة. قال: فخرجت و هي تقول: و اللّه إنّه لو كان