و دونه: من يقصد بها التقرّب لدخول الجنّة: لأنّ في تركها البعد الموجب لدخول النار.
و حيث إنّ التقرّب في الصورتين الأخيرتين غير مقصود لذاته بل لأجل التوصّل إلى الملاذ النفسانية أو دفع المنافرات، قيل بعدم صحّة العبادة فيهما.
قال في القواعد: أمّا نيّة الثواب و العقاب فقد قطع أكثر الأصحاب بفساد العبادة بقصدهما [1].
و عن أجوبة المسائل المهنّائية للعلّامة (قدس سره): اتّفقت العدلية على أنّ من فعل فعلا لطلب الثواب أو لخوف العقاب لا يستحقّ بذلك ثوابا، و الأصل في ذلك أنّ من فعل فعلا ليجلب نفعا أو يدفع به ضررا فإنّه لا يستحقّ المدح على ذلك، و الآيتان المذكورتان في السؤال، أعني قوله تعالى (لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ)[2] و قوله تعالى (وَ فِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ)[3] لا دلالة فيهما على كون غرضهم لفعله مثل ذلك [4]، انتهى.
و عن الرازي في تفسيره الكبير اتّفاق المتكلّمين على عدم صحّة هذه العبادة [5]، و ما أبعد ما بين هذا القول و تفسير ابن زهرة للقربة بأنّها طلب
[1] القواعد و الفوائد 1: 77، الفائدة الثانية، و ليس فيه كلمة: «أكثر».