تعالى (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) [1]، فقال: الوجه- الذي أمر اللّه بغسله الذي لا ينبغي لأحد أن يزيد عليه و لا ينقص عنه، إن زاد عليه لم يوجر و إن نقص عنه أثم-: ما دارت عليه الإبهام و الوسطى من قصاص الشعر إلى الذقن، و ما جرت عليه الإصبعان مستديرا فهو من الوجه (و ما سوى ذلك [2] فليس من الوجه) قال: قلت: الصدغ من الوجه؟ قال: لا» [1].
و الظاهر أنّ المراد بدوران الإصبعين إحاطتهما، و لذا عبّر في المبسوط بما بين الإبهام و الوسطى [2]، و يمكن تصوير شبه دائرة من مجموع الإصبعين بأن يوضع طرفاهما منضمين على وسط الناصية، ثمّ تفرّقا و يجري الإبهام من اليمين و الوسطى من اليسار إلى أن يجتمعا ثانيا، في آخر الذقن، و المراد بالقصاص: منتهى منبت الشعر من الناصية. و هذه الفقرة بيان لمجموع الوجه.
و قوله: «و ما جرت عليه الإصبعان فهو من الوجه» بيان للخط الطولي الفاصل بين الوجه و غيره، فهو في قوّة التأكيد لما قبله.
و اعترض شيخنا البهائي (قدس سره) على هذا التفسير بلزوم دخول النزعتين- بالتحريك- [3]، و هما البياضان المكتنفان بالناصية من الطرفين.
[1] الآية لم ترد في جميع المصادر الحديثية، و لعلّها كانت حاشية توضيحية خلطت بالمتن.
[2] في الشرائع: «و ما خرج عن ذلك».
[1] الوسائل 1: 283، الباب 17 من أبواب الوضوء، الحديث الأوّل، مع اختلاف كثير.