الحمد للّه الذي لا يبلغ معرفته العارفون، و لا يحصي نعماءه العادّون، و لا يؤدّي حقّه المجتهدون، و الصلاة و السلام على سيّد خلقه و خاتم أنبيائه و رسله محمد المصطفى، الذي أرسله إلى الناس كافّة ليفقّههم في الدّين، و على آله الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا، سيّما ابن عمه و وصيّه المرتضى، سيّد الفقهاء، و منار الأتقياء.
و أما بعد:
فمن الصعب الإحاطة بشخصيّة كشخصية الشيخ الأعظم الأنصاري (قدس سره) بجميع أبعادها، و ليس من مهمتنا- فعلا- الدخول في الكلام عن ذلك و خوض غماره، و لكن نرى من الضروري- و نحن نمهّد لبيان ما قمنا به من أعمال في ما تركه الشيخ (قدس سره) من التراث الضخم- أن نشير إلى أنّ أفكار الشيخ الأنصاري (قدس سره) أصبحت المحور الأساسي للبحوث الفقهية و الأصولية المتداولة منذ قرن و نصف حتى العصر الحاضر، رغم تقدم العلمين