responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنقيح في شرح العروة الوثقى نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 5  صفحه : 31
وعلمهم بان العمل انما يصدر منهم بافاضة الله تعالى، لا باستقلالهم ومعه لا يرون عملا يعجب به. حيث ليست نسبة أعمالهم إلى نعمه تعالى كنسبة ما يبذله الفقير بالاضافة إلى ما يعطيه الملك مثلا يبذل الف دينار، والفقير يعطى باقة من الكراث، فيقابل ما اعطاه الفقير لما أعطاه الملك بنسبة الواحد أو الاقل إلى الف أو الاكثر حيث يصدر العمل من كل منهما باستقلاله. وهذا بخلاف عمل العبيد بالاضافة إلى نعمه جلت عظمته، حيث أن عملهم لا يصدر منهم باستقلالهم حتى يقابل بتلك النعم ولو بنسبة الواحد إلى الملايين وانما يصدر عنهم بافاضته، ومن هنا ورد في بعض الاخبار [1] اني أولى بحسناتك منك. فالمتحصل: أن المنشأ للعجب انما هو الجهل، بل قد يبلغ مرتبة يرى ان الله لا يستحق ما أتى به من العبادة ولذا بمن بها عليه (نعوذ بالله منه ومن أمثاله) وذلك لانه لا يعلم بأنعمه ويرى ان نعمته تعالى لا تقضى إلا الاتيان بالفرائض فحسب ولم يعط ما يستحق به أكثر من الفرائض فيأتي بصلاة الليل، ويمن بها على الله لاعتقاده عدم استحقاقه تعالى لها، وانها تفضل من العبد المسكين في حق الله جلت عظمته. فقد يتعجب عن عدم قضاء حاجته مع انه أتى بما فوق ما يستحقه الله تعالى على عقيدته، وهذا يسمى بالادلال وهو أعظم من المرتبة المتقدمة من العجب. وعن بعض علماء الاخلاق ان العجب نبات حبه الكفر. فلو أبدل الكفر بالجهل لكان أصح.

[1] كما في الحديث القدسي

نام کتاب : التنقيح في شرح العروة الوثقى نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 5  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست