responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
   ««اول    «قبلی
   جلد :
نام کتاب : كتاب الصمت وآداب اللسان نویسنده : ابن أبي الدنيا    جلد : 1  صفحه : 95
وهيب بن الورد رحمه الله بلغه أن أبا ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أعلمك بعمل خفيف على البدن ثقيل في الميزان قلت بلى يا رسول الله قال هو الصمت وحسن الخلق وترك ما لا يعنيك رجل حدثنا أحمد بن عبيد التميمي حدثنا عبد الله بن محمد التيمي حدثنا دريد بن مجاشع عن غالب القطان عن مالك بن دينار عن الأحنف بن قيس رحمه الله قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه من مزح استخف به حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا شبابة بن سوار حدثنا شعبة عن الحكم رحمه الله قال قال ابن عمر رضي الله عنهما لا يبلغ رجل حقيقة الإيمان حتى يدع المراء وهو محق والكذب في المزاح حدثنا أبو كريب حدثنا زكريا بن عدي عن عبد الله بن المبارك عن عبد العزيز بن أبي رواد قال قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله اتقوا الله وإياي والمزاحة فإنها تورث الضغينة وتجر القبيحة تحدثوا بالقرآن وتجالسوا به فإن ثقل عليكم فحديث حسن من حديث الرجال
[ 211 ]
حدثني أبو صالح المروزي حدثنا عبد العزيز بن أبي رزمة عن عبد الله بن المبارك قال قال سعيد بن العاص رحمه الله لابنه يا بني لا تمازح الشريف فيحقد عليك ولا تمازح الدنئ فيجترئ عليك حدثني علي أبو الحسن حدثنا أبو صالح حدثني الليث بن سعد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال هل تدرون لم سمي المزاح قالوا لا قال لأنه زاح عن الحق حدثنا سعيد بن سليمان عن أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله تمزح قال نعم ولا أقول إلا حقا حدثني الحسين بن عبد الرحمن قال قال خالد بن صفوان رحمه الله المزاح سباب النوكى قال وكان يقال لكل شئ بذر وبذر العداوة المزاح
[ 212 ]
قال وبلغني عن الحسن بن حيي رحمه الله قال المزاح استدراج من الشيطان واختداع من الهوى حدثنا عبد الله حدثني علي بن يعقوب القيسي قال سمعت شيخا ينشد اليزيدي هذين البيتين والوجه تخلقه المزاحة إنها * لفظ يضر ومنطق لا يرشد فدع المزاحة للسفيه فربما * هاجت عجاج عداوة لا تحمد حدثني الحسين بن عبد الرحمن رحمه الله قال كان يقال المزاح مسلبة للبهاء مقطعة للصداقة
[ 213 ]
باب حفظ السر حدثنا أحمد بن جميل أنبأنا عبد الله بن المبارك أنبأنا ابن أبي ذئب أخبرني عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الملك بن جابر بن عتيك عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت فهي أمانة وحدثنا أحمد بن جميل أنبأنا عبد الله أنبأنا حيوة بن شريح عن عقيل عن ابن شهاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث بينكم أمانة
[ 214 ]
حدثنا جميل أنبأنا عبد الله أنبأنا المبارك بن فضالة عن الحسن رحمه الله قال سمعته يقول إن من الخيانة أن تحدث بسر أخيك حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن حمزة الزيات قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولا تفش سرك إلا إليك * فإن لكل نصيح نصيحا فإني رأيت غواة الرجا * ل لا يتركون أديما صحيحا حدثني عبد الله بن أبي بدر أنبأنا زيد بن الحباب عن موسى بن علي عن أبيه قال قال عمرو بن العاص رضي الله عنه ما وضعت سري عند أحد أفشاه علي فلمته إنما كنتت أضيق به حيث استودعته إياه وحدثني أبي عن بعض أشياخه قال أسر معاوية رضي الله عنه إلى الوليد بن عتبة حديثا فقال لأبيه يا أبت إن أمير المؤمنين أسر إلي حديثنا وما أراه يطوي عنك ما بسطه إلى غيرك قال فلا تحدثني به فإن من كتم سره كان الخيار له ومن أفشاه كان الخيار عليه قال قلت يا أبت وإن هذا ليدخل بين الرجل وبين أبيه قال لا والله يا بني ولكن أحب أن لا تذلل لسانك بأحاديث السر فأتيت معاوية رضي الله عنه فحدثته فقال يا وليد اعتقك أخي من رق الخطإ
[ 215 ]
حدثني أبي عن رجل من همدان قال سمعت أعرابيا يقول لابن عم له إن سرك من دينك فلا تضعه إلا عند من تثق به
[ 216 ]
باب قلة الكلام والتحفظ في النطق حدثنا أبو خيثمة حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن أبي حبيبة حدثنا الحسن عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن أحدكم صمت رمضان كله وقمته ما أدري أكره التزكية أم لا بد من غفلة أو رقدة حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا عبد الصمد حدثنا همام عن قتادة عن الحسن عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن أحدكم إني قمت رمضان كله قال قتادة فالله أعلم أخشي التزكية على أمته أم لا بد من راقد أو غافل حدثنا أحمد بن جميل أنبأنا عبد الله بن المبارك أنبأنا السري بن يحيى عن ثابت البناني رضي الله عنه قال قال شداد بن أوس لغلامه إيتينا بسفرتنا فنعبث ببعض ما فيها فقال له رجل من أصحابه ما سمعت منك كلمة منذ صاحبتك أرى أن يكون فيها شئ من هذه قال صدقت ما تكلمت بكلمة مذ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أزمها وأخطمها إلا هذه وأيم الله لا تذهب مني هكذا فجعل يسبح ويكبر ويحمد الله عز وجل
[ 217 ]
حدثني عبد الرحمن بن صالح حدثنا سعيد بن عبد الله بن الربيع ابن خثيم عن نسير بن ذعلوق عن بكر بن ماعز عن الربيع بن خثيم رضي الله عنه قال يا بكر بن ماعز اخزن عليك لسانك إلا مما لك ولا عليك حدثنا داود بن عمرو الضبي حدثنا محمد بن الحسن الأسدي عن مفضل عن رجل عن أبراهيم التيمي قال أخبرني من صحب الربيع بن خثيم عشرين سنة فلم يتكلم بكلام لا يصعد حدثنا أحمد بن عمران حدثنا محمد بن فضيل حدثنا أبو حيان التيمي عن أبيه قال ما سمعت الربيع بن خثيم يذكر شيئا من أمر الدنيا قط
[ 218 ]
حدثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا عبد الرحمن بن مهدي عن هشيم عن العوام بن حوشب قال ما رأيت إبراهيم التيمي رافعا رأسه إلى السماء في الصلاة ولا في غيرها ولا سمعته قط يخوض في شئ من أمر الدنيا حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا أبو حيان التيمي عن أبيه قال قال رأيت ابنة الربيع بن خثيم أتته فقالت يا أبتاه أذهب ألعب قال يا بنيتي اذهبي قولي خيرا حدثني محمد بن قدامة حدثني أبو حفص الدمشقي عن صدقة ابن عبد ربه قال لما كبر آدم صلى الله عليه وسلم جعل بنو بنيه يعبثون به فيقول له آباؤهم ألا تنهاهم فيقول يا بني إني رأيت ما لم تروا وسمعت ما لم تسمعوا رأيت الجنة وسمعت كلام ربي وقال لي حين أخرجني منها إن أنت حفظت لسانك أعدتك إليها
[ 219 ]
حدثني علي بن أبي مريم عن أبي إسحاق الطالقاني حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى رحمه الله قال أثنى رجل على رجل فقال له بعض السلف وما علمك به قال رأيته يتحفظ في منطقه وحدثني ابن أبي مريم عن مطرف أبي مصعب قال حدثني عبد العزيز الماجشون عن أبي عبيد قال ما رأيت رجلا قط أشد تحفظا في منطقه من عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه حدثني محمد بن عباد بن موسى العكلي حدثنا يحيى بن سليم عن أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال كنا عند عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فقال رجل لرجل تحت إبطك فقال عمر رضي الله عنه وما على أحدكم أن يتكلم بأجمل ما يقدر عليه قالوا وما ذاك قال لو قال تحت يدك كان أجمل حدثني ابن أبي مريم عن عثمان بن زفر حدثنا محمد بن عبد العزيز التيمي قال ذكر الحسن عن إبراهيم التيمي رحمه الله قال المؤمن إذا أراد أن يتكلم نظر فإن كان كلامه له تكلم وإن كان عليه أمسك عنه والفاجر إنما لسانه رسلا رسلا
[ 220 ]
حدثنا يعقوب بن إبراهيم العبدي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن أبي الأشهب عن الحسن رضي الله عنه قال كانوا يقولون لسان الحكيم من وراء قلبه فإذا أراد أن يقول رجع إلى قلبه فإن كان له قال وإن كان عليه أمسك وإن الجاهل قلبه على طرف لسانه لا يرجع إلى قلبه ما جرى على لسانه تكلم به وحدثني علي بن الحسن عن مطرف أبي مصعب قال سمعت عبد العزيز بن الماجشون قال قال أبو حازم لبعض أولئك الأمراء والله لولا تبعة لساني لأشفيت فلا منكم اليوم صدري وحدثني علي بن الحسن عن زكريا بن عدي حدثنا الصلت ابن بسطام حدثني رجل من تيم الله وكان قد جالس الشعبي وإبراهيم قال ما رأيت أحدا أملك للسانه من طلحة بن مصرف وحدثني علي عن حجاج بن نصير حدثنا جسر أبو جعفر قال سمعت ميمون بن سياه يقول ما تكلمت بكلمة منذ عشرين سنة لم أتدبرها قبل أن أتكلم بها إلا ندمت عليها إلا ما كان من ذكر الله
[ 221 ]
حدثني محمد بن إدريس حدثنا أبو النضر الدمشقي حدثنا إسماعيل بن عياش عن أبي سلمة الصنعاني عن كعب قال قلة المنطق حكم عظيم فعليكم بالصمت فإنه رعة حسنة وقلة وزر وخفة من الذنوب حدثنا محمد بن عمرو أبو بكر الباهلي حدثنا محمد بن أبي عدي عن محمد بن إسحاق عن سليمان بن سحيم عن أمه ابنة أبي الحكم الغفارية رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الرجل ليدنو من الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا قيد رمح فيتكلم بالكلمة فيتباعد منها أبعد من صنعاء حدثني علي بن أبي مريم عن زكريا بن عدي عن الصلت بن بسطام التيمي قال قال لي أبي الزم عبد الملك بن أبجر فتعلم من توقيه في الكلام فما أعلم بالكوفة أشد تحفظا للسانه منه
[ 222 ]
حدثني ابن أبي مريم عن زكريا بن عدي قال سمعت أبا خالد الأحمر قال لم يكن في أترابه أطول صمتا منه يعني مسعرا حدثني ابن أبي مريم عن خالد بن يزيد حدثني مرزوق الموصلي قال قال لي خليد بن دعلج دع من الكلام ما لك منه بد فعسى إن فعلت ذلك تسلم ولا أراك وحدثني ابن أبي مريم عن يحيى بن أبي بكير عن عمارة بن زاذان الصيدلاني قال سمعت زيادا النميري يقول قال أنس بن مالك رضي الله عنه لرجل وبعثه في حاجة إياك وكل أمر تريد أن تعتذر منه وإذا أردت أن تتكلم بكلام فانظر فيه قبل أن تتكلم به فإن كان لك فتكلم به وإن كان عليك فالصمت عنه خير لك حدثني علي بن أبي مريم عن عبيد الله بن محمد قال قال لنا صالح المري اتقوا الله ودعوا من الكلام ما يوتغ دينكم حدثني علي عن الحميدي عن سفيان قال كان يقال طول الصمت مفتاح العبادة حدثنا محمد بن الحسين حدثني يحيى بن بسطام قال قلت لجار لضيغم سمعت أبا مالك يذكر من الشعر شيئا قال ما سمعته يذكر إلا بيتا واحدا قلت ما هو قال قد يخزن الورع التقي لسانه * حذر الكلام وإن . .
[ 223 ]
حدثني محمد بن ناصح حدثنا بقية بن الوليد عن أرطاة بن المنذر قال تعلم رجل الصمت أربعين سنة بحصاة يضعها في فيه لا ينزعها إلا عند طعام أو شراب أو نوم حدثني عبد الصمد بن يزيد قال سمعت فضيل بن عياض رحمه الله يقول كان بعض أصحابنا يحفظ كلامه من الجمعة إلى الجمعة حدثنا المثنى بن معاذ حدثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت إسحاق بن سويد قال سمعت العلاء بن زياد يحدث أن عمر رضي الله عنه كان في مسير فتغنى فقال هلا زجرتموني منه إذا لغوت حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن عمران ابن أبي ليلى حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال كان شدادد بن أوس في سفر فنزل منزلا فقال لغلامه ائتنا بالسفرة نعبث بها فأنكرت عليه فقال ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إلا وأنا أخطمها وأزمها إلا كلمتي هذه فلا تحفظوها علي
[ 224 ]
حدثنا الحسن بن الصباح حدثنا إسحاق بن منصور السلولي عن عبد السلام يعني ابن حرب عن سعيد الجريري عن مطرف بن الشخير قال قال ابن عباس رضي الله عنهما للسانه ويحك قل خيرا تغنم وإلا فاعلم أنك ستندم قال فقيل له أتقول هذا قال بلغني أن الإنسان ليس هو يوم القيامة أشد منه على لسانه إلا أن يكون قال خيرا فغنم أو سكت فسلم حدثني أبو صالح المروذي قال سمعت حاتم بن عطاء قال سمعت سعد بن عامر يقول عرض على عمرو بن عبيد طيلسان فقال ما ثوب بأجود منه فعيب به خمسين سنة كانوا يقولون إن عمروا لا يحفظ لسانه
[ 225 ]
باب الصدق وفضله حدثني علي بن الجعد أنبأنا شعبة عن يزيد بن خمير قال سمعت سليم بن عامر يحدث عن أوسط بن إسماعيل بن أوسط سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعد ما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنة فقال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول مقامي هذا ثم بكى أبو بكر ثم قال عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار حدثنا أو خيثمة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب صديقا
[ 226 ]
حدثنا علي بن الجعد أنبأنا شعبة أخبرني عمرو بن مرة قال سمعت مرة الهمداني قال كان عبد الله رضي الله عنه يقول عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا ويثبت البر في قلبه فلا يكون للفجور موضع إبرة يستقر فيها حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا إسماعيل بن جعفر أخبرني عمرو ابن أبي عمرو عن المطلب عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا تحدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم
[ 227 ]
حدثنا هارون بن عمرو القرشي حدثنا يحيى بن حسان حدثنا ابن لهيعة حدثنا الحارث بن يزيد عن عبد الرحمن بن حجيرة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث إذا كن فيك لم يضرك ما فاتك من الدنيا صدق حديث وحفظ أمانة وعفة في طعمة حدثنا أحمد بن منيع حدثنا مروان بن معاوية عن مجمع بن يحيى الأنصاري عن منصور بن المعتمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحروا الصدق وإن رأيتم فيه الهلكة فإن فيه النجاة حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا روح بن عبادة حدثنا عبد العزيز ابن عبد الله بن أبي سلمة حدثنا منصور بن أذين عن مكحول عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يؤثر الصدق وحتى يترك الكذب في المزاحة والمراء وإن كان صادقا
[ 228 ]
حدثنا الهيثم ين خارجة حدثنا الهيثم بن عمران قال سمعت أسعد بن عبيد الله المخزومي قال أمرني عبد الملك بن مروان أن أعلم بنيه الصدق كما أعلمهم القرآن حدثنا عبد العزيز بن بحر حدثنا أبو عقيل عن محمد بن نعيم مولى عمر بن الخطاب عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن جده علي رضي الله عنه قال زين الحديث الصدق حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا أبو داود عن شعبة أخبرني عمارة بن أبي حفصة سمع أبا مجلز يقول قال رجل لقومه عليكم بالصدق فإنه نجاة
[ 229 ]
حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا ابن علية عن ليث عن أبي حصين أن رجلا أتى ابن مسعود رضي الله عنه فقال علمني كلمات نوافع جوامع فقال تعبد الله وتشرك به شيئا وتزول مع القرآن أين ما زال ومن جاءك بالصدق من صغير أو كبير وإن كان بعيدا بغيضا فاقبله منه ومن أتاك يكذب من صغير أو كبير وإن كان حبيبا قريبا فاردده عليه حدثنا عمر بن بكير النحوي أنبأنا أبو عبد الرحمن الطائي أنبأنا أبو بردة بن عبد الله بن أبي بردة قال كان يقال إن ربعي بن حراش رضي الله عنه لم يكذب كذبا قط فأقبل ابناه من خراسان قد تأجلا فجاء العريف إلى الحجاج فقال أيها الأمير إن الناس يزعمون أن ربعي بن حراش لم يكذب قط وقد قدم ابناه من خراسان وهما عاصيان فقال الحجاج علي به فلما جاء قال أيها الشيخ قال ما تشاء قال ما فعل ابناك قال المستعان الله خلفتهما في البيت قال لا جرم والله لا أسوؤك فيهما هما لك
[ 230 ]
باب الوفاء بالوعد حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن أبي عدي عن يونس عن الحسن رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال العدة عطية حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا إبراهيم أبو إسحاق الطالقاني حدثنا عبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الوأي يعني الوعد مثل الدين أو أفضل حدثني سليمان بن منصور أبو شيخ الخزاعي عن يحيى بن سعيد الأموي قال أنشدني ابن خربوذ للفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب إنا أناس من سجيتنا : * صدق الحديث ووأينا غير حتم لبسوا الحياء فإن نظرت حسبتهم * سقموا أحمد ولم يمسسهم سقم شر الإخاء إخاء مزدرد * مزج الإخاء إخاؤه بعد وهم زعم ابن عمي أن حلمي ضرني * ما ضر قبلي أهله الحلم
[ 231 ]
حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثني محمد بن كثير عن الأوزاعي عن هارون بن رئاب قال لما حضرت عبد الله بن عمرو الوفاة رضي الله عنه قال إنه كان خطب إلي ابنتي رجل من قريش وقد كان مني إلية شبيه بالوعد فوالله لا ألقى الله بثلث النفاق اشهدوا أني قد زوجتها إياه حدثنا أحمد بن إبراهيم ثنا محمد بن سنان ثنا إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن عبد الكريم عن عبد الله بن شقيق عن أبيه عن عبد الله بن أبي الحمساء رضي الله عنه قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ببيع قبل أن يبعث فبقيت له بقية فوعدته أن آتيه بها في مكانه ذلك فنسبت يومى والغد فأتيته في اليوم الثالث وهو في مكانه فقال يا فتى لقد شققت علي أنا ها هنا منذ ثلاث أنتطرك يقول
[ 232 ]
حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا كعب بن فروخ الرقاشي ثنا يزيد الرقاشي رحمه الله أن إسماعيل نبي الله عليه السلام وعد رجلا ميعادا فجلس له إسماعيل عليه السلام اثنين وعشرين يوما مكانه لا يبرح لميعاده ولهى الآخر عن ذلك حتى جاء بعد ذلك حدثني أحمد بن إبراهيم حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا عبد ربه القصاب قال واعدت محمد بن سيرين رحمه الله أن أشترى له أضاحي فنسيت وعده بشغل ثم ذكرت بعد فأتيته قريبا من نصف النهار وإذا محمد ينتظرني فسلمت عليه ورفع رأسه فقال أما إنه قد يقبل أهون ذنب منك فقلت شغلت وعنفني أصحابي في المجئ إليك وقالوا قد ذهب ولم يقعد إلى الساعة فقال لو لم تجئ حتى تغرب الشمس ما قمت من مقعدي هذا إلا للصلاة أو حاجة لا بد منها حدثنا أحمد حدثنا محمد بن الصباح البزاز حدثنا إسماعيل بن زكريا عن الحسن بن عبيد الله قال قلت لإبراهيم الرجل يواعد الرجل الميعاد ولا يجئ قال لينتظر ما بينه وبين أن يدخل وقت الصلاة التي تجئ وحدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي حدثني فرات بن سلمان قال كان يقال إذا سئلت فلا تعد وقل أسمع ما تقول فإن يقدر شئ يكن
[ 233 ]
حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا أبو داود الطيالسي عن شعبة رحمه الله قال ما واعدت أيوب موعدا قط إلا قال لي حين يريد أن يفارقني ليس بيني وبينك موعد فإذا جئت وجدته قد سبقني حدثنا أحمد حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة قال كان رقبة رحمه الله يعدنا في الحديث ثم يقول ليس بيني وبينكم موعد نأثم من تركه فيسبقنا إليه حدثنا أحمد حدثنا أبو معاوية حدثنا حجاج عن أبي إسحاق قال كان أصحاب عبد الله رضي الله عنه يقولون إذا وعد فقال إن شاء الله فلم يخلف حدثنا إبراهيم بن عبد الله حدثنا هشيم عن العوام بن حوشب عن رجل منهم يقال له لهب بن خندق قال قال عوف بن النعمان في الجاهلية الجهلاء لأن أموت قائما عطشا أحب إلي من أن أكون مخلافا لموعد
[ 234 ]
باب ذم الكذب حدثنا علي بن الجعد أنبأنا شعبة عن يزيد بن خمير قال سمعت سليم بن عامر يحدث عن أوسط بن إسماعيل بن أوسط سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعد ما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنة قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول مقامي هذا ثم بكى ثم قال إياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا حدثنا علي بن الجعد أنبأنا شعبة أخبرني عمر بن مرة قال سمعت مرة الهمداني قال كان عبد الله رضي الله عنه يقول إياكم والكذب فإنه يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذابا ويثبت الفجور في قلبه فلا يكون للبر موضع إبرة يستقر فيها
[ 235 ]
حدثنا أبو حفص الصيرفي حدثنا أبو داود حدثنا شعبة أخبرني منصور قال سمعت أبا وائل عن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال آية النافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان حدثنا أبو حفص حدثنا يحيى بن محمد بن قيس حدثنا العلاء ابن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال آية النافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان حدثنا زهير بن حرب حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع من كن فيه كان منافقا خالصا وإن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا وعد أخلف وإذا حدث كذب وإذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر
[ 236 ]
حدثنا داود بن رشيد حدثنا علي بن هاشم قال سمعت الأعمش ذكره عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل خلة يطبع أو يطوى عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب حدثنا سوار بن عبد الله حدثنا الضحاك بن مخلد عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة الشيخ الزاني والإمام الكذاب والعائل المزهو
[ 237 ]
حدثنا إسماعيل بن خالد الضرير حدثنا يعلى بن الأشدق حدثنا عبد الله بن جراد قال قال أبو الدرداء رضي الله عنه يا رسول الله هل يكذب المؤمن قال لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر من حدث فكذب حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد وبيان سمعا قيس بن أبي حازم سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول أيها الناس إياكم والكذب فإنه مجانب الإيمان حدثنا علي بن الجعد أنبأنا نصر بن طريف الباهلي حدثنا إبراهيم بن ميسرة عن عبيد بن سعد عن عائشة رضي الله عنها قالت ما كان من خلق أشد عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع على الرجل من أصحابه على الكذب فما ينحل من صدره حتى يعلم أنه قد أحدث لله منها توبة
[ 238 ]
حدثني أبو محمد عبد الله بن أيوب المخرمي حدثنا عبد الرحيم ابن هارون أبو هشام الغساني عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما رفعه فقال إن العبد ليكذب الكذبة فيتباعد الملك منه ميلا أو ميلين مما جاء به
[ 239 ]
حدثني عبد العزيز بن بحر أنبأنا أبو عقيل عن محمد بن نعيم مولى عمر بن الخطاب عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن جده علي رضي الله عنه قال أعظم الخطايا عند الله اللسان الكذبوب الذي وشر الندامة ندامة يوم القيامة حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان حدثني عبد الرحمن بن عابس حدثني ناس من أصحاب عبد الله رضي الله عنه أنه كان يقول في خطبته شر الروايا روايا الكذب وأعظم الخطايا اللسان الكذوب حدثني يحيى بن أيوب حدثنا إسماعيل بن جعفر أخبرني أبو سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان
[ 240 ]
حدثني أحمد بن إبراهيم حدثنا إسحاق الأزرق عن عوف عن الحسن رضي الله عنه قال يعد من النفاق اختلاف القول والعمل واختلاف السر والعلانية والمدخل والمخرج وأصل النفاق والذي بني عليه النفاق الكذب حدثني الحسين بن السكن بن أبي السكن حدثنا المعلى بن أسد حدثنا الحسن بن ميمون الحضرمي قال سمعت إياس بن معاوية رحمه الله يقول إن الكذب عندي من يكذب فيما لا يضره ولا ينفعه فأما رجل كذب كذبة يرد عن نفسه بها بلية أو يجر إلى نفسه بها معروفا فليس عندي بكذب حدثني محمد بن إدريس حدثنا محمد بن خالد النيلي ثنا الوليد ابن مسلم عن مالك بن أنس رضي الله عنه قال قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ما كذبت كذبة منذ شددت علي إزاري
[ 241 ]
حدثني محمد بن إدريس حدثنا محمود بن خالد ثنا أبي حدثني عيسى بن المسيب عن عدي بن ثابت قال قال عمر رضي الله عنه أحبكم إلينا ما لم نركم أحسنكم اسما فإذا رأيناكم فأحبكم إلينا أحسنكم خلقا فإذا اختبرناكم فأحبكم إلينا أصدقكم حديثا وأعظمكم أمانة حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق المروزي أنبأنا إبراهيم ابن الأشعث ثنا الفضيل عن ليث بن أبي سليم عن عبد الرحمن بن ثروان أبي قيس عن هزيل بن شرحبيل رحمه الله قال قال موسى عليه السلام رب أي عبادك خير عملا قال من لا يكذب لسانه ولا يفجر قلبه ولا يزني فرجه حدثني الحسين بن علي بن يزيد حدثنا القعنبي حدثنا أبو مروان البزاز قال جاءنا سالم يطلب ثوبا سباعيا فنشرت عليه ثوبا سباعيا فذرعه فإذا هو أقل من سباعي فقال أليس قلت سباعي قلت كذلك نسميها قال كذلك يكون الكذب
[ 242 ]
حدثنا أبو حذيفة الفزاري حدثنا عبد الرحمن بن مسعود الزجاج الموصلي عن معمر عن موسى بن شيبة رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم رد شهادة رجل في كذبة حدثني محمد بن إدريس حدثني عبد العزيز بن عبد الله العامري حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن أخي ابن شهاب عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في خطبته ليس فيما دون الصدق من الحديث خير من يكذب يفجر ومن يفجر يهلك حدثنا أحمد بن جميل أنبأنا عبد الله بن المبارك أنبأنا الأوزاعي حدثني حسان بن عطية أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لا تجد المؤمن كذابا
[ 243 ]
حدثنا ابن جميل أنبأنا عبد الله أنبأنا سفيان وشعبة عن سلمة ابن كهيل عن مصعب بن سعد عن سعد رضي الله عنه قال كل الخلال يطبع عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب حدثنا أحمد بن جميل أنبأنا عبد الله أنبأنا سفيان عن منصور عن مالك بن الحارث عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كل الخلال يطوى عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا المسعودي عن رجل من بني أسد قال قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إن المبارز لله تعالى بالمعصية كمن حلف باسمه كاذبا وإن الكذبة لتفطر الصائم حدثنا أحمد حدثنا يعلى بن عبيد عن الأعمش عن إبراهيم رحمه الله قال كانوا يقولون إن الكذب يفطر الصائم
[ 244 ]
حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا مبشر الحلبي حدثني جعفر بن برقان حدثني أبو عبد الله الجرشي حدثنا رجل من حرس معاوية قال بعث طاغية الروم إلى معاوية يعرض عليه الجزية فقال له الرومي يا معاوية لا تماكرني لأن فإنك لا تجد مكرا إلا ومعه كذب حدثنا محمد بن عمرو بن العباس الباهلي حدثنا سفيان قال قال مطرف بن طريف ما أحب أني كذبت وأن لي الدينا وما فيها قال سفيان تفسيره ما أحب أني ذهبت أتعرض لغضب الله ثم لا أدري يتوب علي أو لا يتوب حدثني عبد الرحمن بن صالح حدثنا أبو بكر بن عياش قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا خير فيما دون الصدق من الحديث من يكذب يفجر ومن يفجر يهلك قد أفلح من حفظ من ثلاث الطمع والهوى والغضب حدثنا محمد بن عمرو الباهلي حدثنا أبو زكير يحيى بن محمد بن قيس حدثنا ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينظر الله يوم القيامة إلى ثلاثة الإمام الكذاب ولا إلى الشيخ الزاني ولا إلى العائل المزهو
[ 245 ]
حدثني محمد بن عمرو حدثنا مرحوم بن عبد العزيز قال سمعت مالك بن دينار رحمه الله يقول قرأت في بعض الكتب ما من خطيب يخطب إلا عرضت خطبته على عمله فإن كان صادقا صدق وإن كان كذابا قرضت شفتاه بمقراضين من نار كلما قرضتا نبتتا حدثنا داود بن عمرو الضبي حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أن رسول اللة صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال أيها الناس ما يحملكم أن تتتابعوا وقد بالكذب كما تتتابع الفراش في النار كل الكذب يكتب على ابن آدم إلا ثلاث خصال رجل كذب امرأته ليرضيها ورجل كذب بين امرأين ليصلح بينهما ورجل كذب في خديعة الحرب حدثنا أحمد بن جميل أنبأنا عبد الله بن المبارك أنبأنا يونس عن الزهري أنبأنا حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن أمه وهي أم كلثوم بنت عقبة ابن أبي معيط أخبرته أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فيقول خيرا وينمي خيرا قال ابن شهاب فلم أسمع يرخص فيما يقول الناس كذب إلا في ثلاث الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل إمرأته وحديث المرأة زوجها
[ 246 ]
حدثنا أحمد بن منيع حدثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حدثتكم فلا تكذبوا وإذا أوتمنتم علي فلا تخونوا حدثنا أحمد بن منيع حدثنا عباد بن العوام أنبأنا داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل كذب مكتوب كذب لا محالة إلا الكذب في ثلاث الكذب في الحرب فإن الحرب خدعة وكذب الرجل فيما بين الرجلين ليصلح بينهما وكذب الرجل امرته قال داود ويمنيها حدثنا أحمد بن منيع حدثنا ابن علية عن سوار بن عبد الله قال نبئت أن ميمون بن مهران قال وعنده رجل من قراء أهل الشام إن الكذب في بعض المواطن خير من الصدق فقال الشامي لا الصدق في كل موطن خير قال أرأيت لو رأيت رجلا يسعى وآخر يتبعه بالسيف فدخل دارا فانتهى إليك فقال رأيت الرجل ما كنت قائلا قال كنت أقول لا قال فهو ذاك
[ 247 ]
حدثنا أحمد بن جميل المروزي أنبأنا عبد الله بن المبارك أنبأنا سفيان عن أبي حيان عن أبي الزنباع عن أبي الدهقان قال صحب الأحنف ابن قيس رحمه الله رجل فقال ألا تميل فنحملك ونفعل قال لعلك من العراضين قال وما العراضون قال الذين يحبون أن يحمدوا ولا يفعلوا قال يا أبا بحر ما عرضت عليك حتى قال يا ابن أخي إذا عرض لك الحق فاقصد له واله عما سوى ذلك حدثنا أبو كريب حدثنا خالد بن حيان حدثنا عيسى بن كثير الأسدي الرقي قال مشيت مع ميمون بن مهران حتى أتى باب داره ومعه ابنه عمرو فلما أردت أن انصرف قال له عمرو يا أبت ألا تعرض عليه العشاء قال ليس ذلك من نيتي
[ 248 ]
حدثنا فضيل بن عبد الوهاب حدثنا خالد بن عبد الله عن ابن عون قال اعتذر رجل عند إبراهيم فقال قد عذرناك غير معتذر إن الإعتذار يخالطه الكذب حدثني عيسى بن عبد الله التميمي أنبأنا يحيى بن بكير المصري قال سمعت الليث بن سعد قال كانت ترمص عينا سعيد بن المسيب حتى يبلغ الرمص خارج عينيه وصف يحيى بيده إلى المحاجر فيقال له لو مسحت هذا الرمص فيقول فأين قولي للطبيب وهو يقول لي لا تمس عينك فأقول لا أفعل حدثني أسد بن عمار التميمي ثنا يزيد بن هارون أنا بكر الأعتق عن خالد بن رخيم عن مطرف قال المعاذر مفاجر حدثنا بندار محمد بن بشار حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد حدثنا قرة بن خالد عن الحسن قال قال سمرة بن جندب وكان داهية لأن أقول لا أحب إلي من أن أقول نعم ثم لا أفعل
[ 249 ]
حدثني حمزة بن العباس حدثنا عبدان بن عثمان أنبأنا عبد الله ابن المبارك أنبأنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ليلة أسري بي رجالا تقرض شفاههم بمقاريض من نار فقلت من هؤلاء يا جبريل قال خطباء من أمتك الذي يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون حدثنا هارون بن عبد الله حدثنا سيار حدثنا جعفر قال حدثنا مالك بن دينار عن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يخطب خطبة إلا الله سائله عنها يوم القيامة ما أردت بها قال مالك إذا حدثني بهذا بكى ثم يقول أتحسبون أن عيني تقر بكلامي عليكم وأنا أعلم أن الله سائلي عنه يوم القيامة ما أردت به أنت الشهيد على قلبي لو أعلم أنه أحب إليك لم أقرأ على اثنين أبدا حدثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا أبو عبيدة الحداد عن سعيد بن يزيد قال سمعت الشعبي يتمثل أنت الفتى كل الفتى * إن كنت تصدق ما تقول لا خير في كذب الجواد * وحبذا صدق البخيل
[ 250 ]
حدثني أسد بن عمار التميمي حدثنا سعيد بن عون البصري حدثنا جعفر قال سمعت مالك بن دينار رحمه الله يقول الصدق والكذب يعتركان في القلب حتى يخرج أحدهما صاحبه حدثني محمد بن إدريس الحنظلي حدثنا أصبغ بن الفرج أخبرني عبد اللة بن وهب عن مسلمة بن علي قال قال يزيد بن ميسرة الكذب يسقي باب كل شر كما يسقي الماء أصول الشجر حدثنا سعيد بن سليمان عن مبارك بن فضالة عن الحسن رضي الله عنه قال الكذب جماع النفاق حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا شبابة بن سوار حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد رحمه الله في قوله ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله لنصدقن قال رجلان خرجا على ملإ قعود فقالا والله لئن رزقنا الله من فضله لنصدقن فلما رزقهم بخلوا به
[ 251 ]
حدثنا أحمد بن إبرهيم حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن عمارة ابن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد قال قال عبد الله رضي الله عنه اعتبروا المنافق بثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر ثم قرأ ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله الآية سورة التوبة 75 حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا عباس بن الوليد حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة رضي الله عنه في قوله عز وجل ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين سورة التوبة 75 قال ذكر لنا أن رجلا من الأنصار أتى على مجلس للأنصار فقال لئن أتاه الله مالا ليؤتين كل ذي حق حقه فآتاه الله مالا فصنع فيه ما يسمعون فلما آتاهم من فضله بخلوا إلى قوله وبما كانوا يكذبون سورة التوبة 77 76 حدثنا إبراهيم حدثنا بهز بن أسد حدثنا شعبة حدثنا أبو إسحاق قال سمعت أبا الأحوص يحدث أن عبد الله رضي الله عنه كان يقول إن محمد صلى الله عليه وسلم كان يقول ألا أنبئكم بالعضه وهي النميمة القالة بين الناس وإن شر الروايا روايا الكذب وإن الكذب لا يصلح منه جد ولا هزل ولا يعد أحدكم صبيا ولا ينجز له
[ 252 ]
حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا أبو النضر حدثنا الليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال لصبية ها أعطيك فلم يعطه شيئا كتبت كذبه حدثنا أحمد حدثنا عثمان بن عمر حدثنا يونس بن يزيد الأيلي عن أبي شداد عن مجاهد أن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت كنت صاحبة عائشة رضي الله عنها التي هيئتها وأدخلتها على النبي صلى الله عليه وسلم ومعي نسوة قالت فوالله ما وجدنا عنده قرى إلا قدحا من لبن فشرب ثم ناوله عائشة قالت فاستحيت الجارية قالت فقلت لا تردي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم خذي منة قالت فأخذته على حياء فشربت منه ثم قال ناولي صواحبك فقلن لا نشتهيه فقال لا تجمعن جوعا وكذبا قالت فقلت يا رسول الله إن قالت إحدانا لشئ تشتهيه لا أشتهيه أيعد ذلك كذبا قال وإن
[ 253 ]
الكذب ليكتب كذبا حتى الكذيبة كذيبة حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن شقيق بن سلمة قال قال أخي عبد الرحمن بن سلمة ما كذبت منذ أسلمت إلا أن الرجل ليدعوني إلى طعامه فأقول ما أشتهيه فعسى أن يكتب حدثنا داود بن عمرو الضبي حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية حدثنا سلامة بن منيح قال قال الأحنف بن قيس ما كذبت منذ أسلمت إلا مرة واحدة فإن عمر سألني عن ثوب بكم أخذته فأسقطت ثلثي الثمن حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني حدثنا ابن المبارك عن الأوزاعي حدثنا حبان عن عطية قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا تجد المؤمن كذابا حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا الهيثم بن عمران قال سمعت إسماعيل بن عبد الله المخزومي يقول أمرني عبد الملك بن مروان أن أجنب بنيه الكذب وإن كان فيه يعني القتل حدثنا محمد بن أبي عمر المكي وسفيان بن وكيع قالا حدثنا ابن عيينة عن رجل قال وقال سفيان عن الماجشون قال كلم عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه الوليد في شئ فقال له كذبت فقال له عمر ما كذبت منذ علمت أن الكذب يشين صاحبه
[ 254 ]
حدثنا أحمد بن إبراهيم العبدي حدثنا محمد بن عبيد حدثني داود العطار قال أقفل قتيبة بن مسلم بكر بن ماعز من خراسان فصحبه رجل فقال له يا بكر كذبت قط فسكت عنه ثم قال يا بكر كذبت قط فسكت عنه ثم قال يا بكر كذبت قط فسكت عنه حتى انتهى إلى حمام عمر أو حمام أعين فقال يا بكر كذبت قط فقال إنك قد أكثرت علي وإني لم أكذب قط إلا كذبة واحدة فإن قتيبة أخذنا بالسلاح فاستعرت رمحا فلما مررت به قال يا بكر هذا السلاح لك قلت نعم وكان الرمح ليس لي حدثنا محمد بن أبي عمر المكي حدثنا سفيان قال حدثني رجل قال حدثت سليمان بن علي بحديث فقال لي كذبت قال فقلت ما يسرني أني كذبت وأن لي ملء بهوك هذا ذهبا قال فانكسر عني حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا يحيى بن معين عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه قال سمعت يونس بن عبيد يقول كل خلة يرجى تركها يوما ما إلا صاحب الكذب حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي حدثنا قيس بن سليم العنبري عن جواب التيمي قال جاءت أخت الربيع بن خثيم عائدة إلى بني له فانكبت عليه فقالت كيف أنت يا بني فجلس ربيع فقال ارضعتيه حتى قالت لا قال ما عليك لو قلت يا ابن أخي فصدقت
[ 255 ]
حدثنا عبد الرحمن بن يونس حدثنا يحيى بن يمان أنبأنا سفيان ابن سعيد عن أبيه عن محارب بن دثار أن امرأة قالت لشتير بن شكل يا بني قال كذبت لم تلديني تعالى حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثننا محمد بن عبد الله حدثنا سفيان عن الأعمش قال ذكرت لإبراهيم رحمه الله حديث أبي الضحى عن مسروق أنه رخص في الكذب في إصلاح بين الناس فقال ما كانوا يرخصون في الكذب في جد ولا هزل حدثنا أحمد حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا ابن عون عن محمد أنه ذكر عنده أنه يصلح الكذب في الحرب فأنكر ذلك وقال ما أعلم الكذب إلا حراما قال ابن عون فغزوت فخطبنا معاوية بن هشام فقال اللهم انصرنا على عمورية وهو يريد غيرها فلما قدمت ذكرت ذلك لمحمد فقال أما هذا فلا بأس به
[ 256 ]
حدثنا علي بن الجعد أنبأنا شعبة وقيس عن حبيب الزيات بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين حدثنا علي بن الجعد أنبأنا شعبة عن الحكم قال سمعت ابن أبي ليلى يحدث عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من روى عني حديثا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين حدثنا عبد الله بن عمر بن محمد القرشي وعبد الرحمن بن صالح العتكي قالا حدثنا حسين الجعفي عن الحسن بن الحر عن ميمون بن أبي شبيب قال قعدت أكتب كتابا فمررت بحرف إن أنا كتبته زينت الكتاب وكنت قد كذبت فعزمت على تركه فناداني مناد من جانب البيت يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة سورة إبراهيم 27 فقال وتهيأت للجمعة في زمن الحجاج فجعلت أقول أذهب لا أذهب فناداني مناد من جانب البيت يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله سورة الجمعة 9 قال فذهبت حدثنا المثنى بن معاذ حدثنا سلم بن قتيبة عن المسعودي عن عون بن عبد الله قال كساني أبي حلة فخرجت فيها فقال لي أصحابي كساك هذه الأمير فأحببت أن يروا أن الأمير كسانيها فقلت جزى الله الأمير خيرا كسا الله الأمير من كسوة الجنة فذكرت ذلك لأبي فقال يا بني لا تكذب ولا تشبه بالكذب
[ 257 ]
حدثني أبو صالح المروزي عن محمد ابن مزاحم قال قالت أم سهل بن علي له يوما يا بني رد نصف هذا الباب فجاء بخيط فجعل يقدر حدثنا إبراهيم بن عبد الله حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس عن الحسن قال قال لقمان عليه السلام لابنه إياك والكذب فإنه شهي كلحم العصفور عما قليل يقلاه صاحبه حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا جرير عن بيان بن بشر عن الشعبي قال ما أدرى أيهما أبعد غورا في النار الكذب أو البخل حدثنا أحمد بن منيع حدثنا علي بن عاصم أخبرنا بيان بن بشير عن الشعبي قال من كذب فهو منافق أنشدني الرياشي لسان الفتى سبع عليه شذاته * وإلا يزع من غربه فهو آكله وما العجز إلا منطق متنوع * سواء عليه حق أمر وباطله حدثني سلمة بن شبيب أنه حدث عن عبد الله بن وهب عن بكر بن مضر عن عبد الرحمن بن شريح قال لو أن عبدا اختار لنفسه ما اختار شيئا أفضل من الصمت
[ 299 ]
وحدثني سلمة أنه حدث عن ابن وهب عن عياض بن عبد الله قال كان يقال إن الرجل ليطغى في كلامه كما يطغى في ماله وحدثني الحسين بن عبد الرحمن قال قال أبو مسهر رحمه الله الصمت وعاء الأخيار حدثني الحسين عن شيخ من أهل الشام عن رجل من ولد سليمان بن عبد الملك قال قال سليمان بن عبد الملك الصمت منام العقل والمنطق يقظته ولا يتم حال إلا بحال وحدثني الحسين عن شيخ من قريش قال قال صعصعة بن صوحان الصمت حتى يحتاج إلى الكلام رأس المودة حدثني أبو عثمان البصري حدثنا موسى بن إسماعيل قال سمعت أبا عاصم النبيل رحمه الله يقول ما اغتبت مسلما منذ منذ علمت أن الله حرم الغيبة
[ 300 ]
حدثني أحمد بن الحارث عن شيخ من قريش قال قيل لبعض العلماء إنك تطيل الصمت فقال إني رأيت لساني سبعا عقورا أخاف أن أخلي عنه فيعقرني أنشدني أبو جعفر القرشي استر العي ما استطعت بصمت * إن في الصمت راحة للصموت واجعل الصمت إن عييت جوابا * رب قول جوابه في السكوت حدثنا محمد بن يحيى بن أبي حاتم قال سمعت عبد الله بن داود يقول سمعت الأعمش يقول السكوت جواب حدثني محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة أنبأنا النضر بن شميل عن صالح بن أبي الأخضر قال قلت لأيوب أوصني قال أقلل من الكلام دفع إلى أبو عبد الله رجل من أهل مرو كتابه فيه قيل لداود المديني من أهل مرو لم لا تتكلم فسكت طويلا ثم رفع رأسه كأنه غائب فقيل له إلا تتكلم قال أنتنظر فإن رسول رب العالمين وأنا مفكر في الجواب فالذي يكون مشغولا بذلك كيف يقدر بأن يتكلم لم أعرف من أبو عبد الله شيخ المصنف
[ 301 ]
وفي الكتاب قال وقال رجل لعبد الله بن المبارك رحمه الله ربما أردت أن أتكلم بكلام حسن أو أحدث بحديث فأسكت أريد أن أعوذ نفسي السكوت قال تؤجر في ذلك وتشرف به وقال بعض الحكماء إني لأعتبر كلامي فيما لا بد لي منه مصيبة واقعة وأستعين بالله على السلامة منها وإني أعتد بصمتي عمر عما لا يعنيني غنما وحادث نعمة ألتمس الشكر عليها إذ علمت أن من وراء كل كلمة رقيبا عتيدا وانزلت ما اضطررت إليه من الكلام مصيبة العمي وأنزلت ما كفيت من الكلام غنيمة باردة حدثنا حسين بن علي حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوبك حدثنا حسين بن علي حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد رحمه الله ولا تلمزوا أنفسكم سورة الحجرات 11 قال لا يطعن بعضكم على بعض حدثني الحارث بن محمد العمي عن شيخ من قريش قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه الصمت داعية إلى المحبة
[ 302 ]
حدثني صالح بن حكيم التمار حدثنا حرمي بن حفص حدثنا أبو هلال عن بكر قال تساب رجلان فقال أحدهما محلمي النبي عنك ما أعرف عن نفسي حدثنا أبو عبيدة بن عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا أبي حدثنا إياس الأفطس حدثنا عطاء بن أبي رباح قال ذكر رجل عند عائشة رضي الله عنها فنالت منه فقالوا إنه قد مات فترحمت عليه وقالت إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تذكروا موتاكم إلا بخير حدثني الحسن بن الصباح أنه حدث عن عباية بن كليب قال أتاني مؤمل الشاعر فقال قد علمت أنك لا تروي شعرا ولكن اسمع هذه الثلاثة الأبيات إذا سافهك وإن لئيم أبدا فامتثلها له ولا تجبه إذا نطق السفيه فلا تجبه * فخير من إجابته السكوت لئيم القوم يشتمني كما فيحظى * ولو دمه سفكت لما حظيت فلست مشاتما أبدا لئيما * خزيت لمن يشاتمني خزيت حدثنا الحسين بن جنيد حدثنا شعيب بن حرب حدثنا علي بن مسعدة حدثنا رياح بن عبيدة قال كنت عند عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فذكر الحجاج فشتمته ووقعت فيه قال فنهاني عمر وقال مهلا يا رياح فإنه بلغني أن الرجل يظلم بالمظلمة فلا يزال المظلوم يشتم الظالم وينتقصه حتى يستوفي حقه ويكون للظالم الفضل عليه
[ 303 ]
حدثني أبو محمد العمي عن علي بن محمد القرشي عن شيخ من غطفان قال تذاكروا الصمت والمنطق فقال قوم الصمت أفضل فقال الأحنف المنطق أفضل لأن فضل الصمت لا يعدو صاحبه والمنطق الحسن ينتفع به من سمعه حدثني محمد بن حاتم حدثنا أبو إسحاق الطالقاني عن الوليد ابن مسلم قال حدثنا ابن جابر قال قال عبد الله بن أبي زكريا عالجت الصمت ثنتي عشرة سنة فما بلغت منه ما كنت أرجو تخوفت منه فتكلمت حدثني محمد بن حاتم حدثنا أبو إسحاق الطالقاني عن بقية عن مسلم بن زياد قال كان عبد الله بن أبي زكريا لا يكاد أن يتكلم حتى يسأل وكان من أبش الناس وأكثرهم تبسما وحدثني محمد بن حاتم حدثنا أبو إسحاق الطالقاني أنبأنا عبيدة بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب قال سمعت أبي يذكر قال كان عبد الله بن أبي زكريا إذا خاض جلساؤه في غير ذكر الله رأيته كالساهي فإذا خاضوا في ذكر الله كان أحسن الناس استماعا وحدثني أبو محمد التميمي عن شيخ من قريش قال قيل لإياس ابن معاوية إنك تكثر الكلام قال أفبصواب أتكلم أم بخطإ قالوا بصواب قال فالإكثار من الصواب أفضل
[ 304 ]
وحدثني الحارث بن محمد عن علي بن محمد البصري عن أبي صالح الكناني قال قال المهلب لبنيه اتقوا زلة اللسان فإن الرجل تزل قدمه فينتعش ويزل لسانه فيهلك وحدثني محمد بن صالح القرشي أنه حدث عن قيس بن الربيع عن أبي حصين قال كان زياد يقول إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يقطع بها ذنب عنز مصور لو بلغت إمامه سفك دمه قال قال عبد الله العنز المصور الغليظة اللبن وحدثني أبو محمد العمي عن شيخ من قريش قال قال صعصعة بن صوحان الصمت حتى يحتاج إلى الكلام رأس المودة وحدثني الحارث بن محمد التميمي من قريش قال كان رجل يجلس إلى الشعبي فيطيل السكوت فقيل له ما يمنعك من الكلام فقال أسكت فأسلم وأسمع فأعلم حدثنا يعقوب بن عبيد قال قرأت على الحائط بالإسكندرية مكتوب لعمرك ما للمرء كالرب حافظ * ولا مثل عقل المرء للمرء واعظ لسانك لا يلقيك في الغي لفظه * فإنك مأخود بما أنت لافظ
[ 305 ]
حدثني الحسن بن عبد العزيز حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن سعيد بن عبد العزيز أن عيسى ابن مريم عليه السلام قال إن من أعظم الذنوب عند الله تعالى أن يقول العبد إن الله يعلم لما لا يعلم حدثني فضل بن إسحاق حدثنا أبو قتيبة عن نافع بن عمر الجمحي حدثنا بشر بن عاصم عن أبيه يرفعه قال إن الله عز وجل يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل الباقرة بلسانها حدثني هارون بن عبد الله حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس حدثنا سفيان قال بلغنا أن فتى كان يحضر مجلس عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيستمع فيحسن الاستماع ثم يقوم من قبل أن يتكلم قال ففطن إلى ذلك عمر رضي الله عنه فقال له أراك تحضر المجلس فتحسن الاستماع ثم تقوم من قبل أن تتكلم مع القوم ولا تدخل في حديثهم فعم ذاك قال له الفتى إني والله أحب أن أحضر فأستمع فأحسن الاستماع ثم أتنقى هو وأتوقى وسلم وأصمت لعلي أسلم قال يقول له عمر رضي الله عنه يرحمك الله وأينا يفعل هذا قال الحكم بن موسى حدثنا إسماعيل بن عياش حدثني عبد الله ابن دينار عن كلام الحكماء قال الصمت على خمس على علم وحلم وعي وجهل وعظيمة
[ 306 ]
حدثني الحسن بن عبد العزيز حدثنا عمرو بن أبي سلمة قال سمعت سعيد بن عبد العزيز يذكر قال كان عبد الرحمن أخو أبي مخرمة يمكث أربعة أشهر لا يكلم الناس وإذا أراد حاجة كتب إلى أهله افعلوا كذا وكذا حدثنا الحسن بن عبد العزيز حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكبائر استطالة الرجل في عرض رجل مسلم ومن الكبائر السبتان بالسبة حدثني الحسن بن عبد العزيز حدثنا أبو حفص قال سمعت الليث عن يزيد بن أبي حبيب قال قالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزر الكلام نزرا وأنتم تنثرونه عنه نثرا
[ 307 ]
حدثنا إسحاق بن حاتم العلاف حدثنا شعيب بن حرب حدثنا أبو جميع عن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا للمسلم لئيم إنما اللئيم الكافر حدثني الفضل بن إسحاق حدثنا أبو قتيبة عن نافع بن عمر عن عمرو بن دينار أن شاعرا تكلم عند النبي فأكثر فقال كم دون لسانك من حجاب قال أسناني وشفتاي قال أما كان في هذا ما يرد من كلامك إن من البيان لسحرا حدثني إسحاق بن حاتم حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي قال كان الحسن رحمه الله إذا قص القاص لم يتكلم فقيل له في ذلك فقال إجلالا لله حدثني عثمان بن صالح حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا المسعودي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال قال عبد الله ليأتين على الناس زمان يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر بألسنتها حدثني عثمان بن صالح حدثنا سعيد بن عامر حدثنا جسر أبو جعفر عن خالد الربعي قال ثلاث احفظوهن عني وتعلموهن إن واحدة واحدة فإنكم لا تطيقوهن إلا جيمعا ترك الكذب والغيبة والحلف
[ 308 ]
حدثني العباس بن جعفر حدثنا محمد بن سعيد عن أبي بكر ابن عياش عن عاصم قال قال رجل للربيع بن خثيم ما يمنعك أن تمثل بيتا من الشعر فإن أصحابك قد كانوا يفعلون ذلك قال إنه ليس أحد يتكلم بكلام إلا كتب ثم يعرض عليه يوم القيامة فإني والله أكره أن أقرأ في إمامي يوم القيامة بيت شعر حدثنا محمد بن حسان الأزرق حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن محمد بن مهزم عن محمد بن واسع قال رأى خليد العصري رجلا يلتفت عند الذكر فقال وما عليك أن تكفأ فتنقى وتوقى حدثني أبو عبد الرحمن الأزدي عن خاقان بن عبد الله قال سمعت ابن المبارك وسئل عن قول لقمان لابنه إن كان الكلام من فضة فإن الصمت من ذهب فقال عبد الله لو كان الكلام بطاعة الله من فضة فإن الصمت عن معصية الله من ذهب حدثني محمود بن محمد بن محمود بن عدي بن ياسين بن قيس ابن الحطيم الأنصاري الظفري حدثنا أيوب بن عتبة القاضي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يبغض الفاحش المتفحش
[ 309 ]
حدثني محمد بن إشكاب حدثنا ابي حدثنا مبارك بن سعيد عن محمد بن سوقة قال قال عيسى ابن مريم عليه السلام دع الناس فليكونوا منك في راحة ولتكن نفسك منك في شغل دعهم فلا تلتمس محارمهم ولا تلتمس مذامهم وعليك بما وكلت به حدثني علي بن إشكاب العامري حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي قال سمعت موسى السيلاني يسأل سفيان الثوري يا أبا عبد الله إن الله يبغض البيت اللحميين قال فقال ليس هم الذين يأكلون اللحم ولكنهم الذين يأكلون لحوم الناس حدثني عبد الله بن محمد البلخي حدثنا مكي بن إبراهيم حدثنا حفص بن عبد الله عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه قال من اغتيب غيبة غفر له نصف ذنوبه وحدثني عبد الله بن محمد قال سمعت مكي بن إبراهيم قال كنا عند ابن عون فذكروا بلال بن أبي بردة فجعلوا يلعنونه ويقعون فيه وابن عون ساكت فقالوا به يا أبا عون أما تذكره لما ارتكب منك فقال ابن عون إنما هما كلمتان تخرجان من صحيفتي يوم القيامة لا إله إلا الله ولعن الله فلأن يخرج من صحيفتي لا إله إلا الله أحب إلي من أن يخرج لعنه الله
[ 310 ]
حدثني عبد الله قال سمعت عصام بن يوسف قال سمعت خارجة بن مصعب يقول صحبت ابن عون ثنتي عشرة سنة فما رأيته تكلم بكلمة كتبها عليه الكرام الكاتبون حدثني سلمة بن شبيب عن أبي إسحاق الطالقاني حدثنا كنانة ابن جبلة قال قال مالك بن دينار لو أن الملكين الذين يكتبان أعمالكم عدوا عليكم يتقاضيانكم فيه أثمان الصحف التي ينسخان فيها أعمالكم لأمسكتم عن فضول كلامكم فإذا كانت الصحف من عند ربكم أو لا تربعون على أنفسكم حدثني سلمة بن شبيب حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن ثابت عن أنس أن رسول الله قال ما كان الفحش في شئ قط إلا شأنه ولا كان الحياء في شئ إلا زانه حدثني سلمة حدثني عبد الله بن إبراهيم المدني حدثني الحر ابن عبد الله الحذاء عن صفوان بن سليم عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه حدثني فضل بن إسحاق حدثنا أبو قتيبة عن المسعودي عن عون بن عبد الله قال لا أحسب الرجل ينظر في عيوب الناس إلا من غفلة قد غفلها عن نفسه
[ 311 ]
حدثني محمد بن عبد الله بن حميد الجدي حدثنا أبو عمر الضرير حفص بن عمر حدثنا علي بن نوح حدثنا هشام بن سليمان عن عكرمة قال قال عمر بن الخطاب من كتم سره كانت الخيرة في يديه ومن عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن حدثني محمد بن إشكاب حدثني أبي عن المبارك بن سعيد عن عمر بن عبيد قال أطلع أبو الأسود الدؤلي مولى له على سر له فبثه فقال أبو الأسود أمنت على السر امرءا غير حازم * ولكنه في النصح غير مريب فذاع به في الناس حتى كأنه * بعلياء نار أوقدت بثقوب وما كل ذي نصح بمعطيك نصحه * ولا كل من ناصحته بلبيب ولكن إذا ما استجمعا عند واحد * فحق له من طاعة بنصيب حدثني سلمة بن شبيب حدثنا سهل بن عاصم عن سلم بن ميمون عن المعافي بن عمران عن إدريس قال سمعت وهب بن منبه يقول كان في بني إسرائيل رجلان بلغت بهما عبادتهما أن يمشيا على الماء فبينما هما يمشيان في البحر إذ هما برجل يمشي في الهواء فقالا له يا عبد الله بأي شئ أدركت هذه المنزلة قال بشيئين من الدنيا فطمت نفسي عن الشهوات وكففت لساني عما لا يعنيني ورغبت فيما دعاني إليه ولزمت الصمت فإن أقسمت على الله أبر قسمي إن سألته أعطاني
[ 312 ]

[ 312 ]
حدثني أبو حاتم حدثنا عمرو بن أسلم حدثنا سلم بن ميمون حدثنا محمد أبو عثمان المقدسي عن إبراهيم بن أبي عبلة قال لسانك ما بخلت به مصون * فلا تهمله ليس له قيود وسكن بالصمات خبئ صدر * كما يخبا الزبرجد والفريد فإنك لن ترد الدهر قولا * نطقت به وأندية قعود كما لم ترتجع مسقاة ماء * ولم يرتد في الرحم الوليد وحدثني محمد بن إدريس الحنظلي قال قال عبد الله بن المبارك أدبت نفسي فيما وجدت لها * من بعد تقوى الإلة من أدب في كل حالاتها وإن قصرت * أفضل من صمتها عن الكذب وغيبة الناس إن غيبتهم * حرمها ذو الجلال في الكتب إن كان من فضة كلامك يا * نفس فإن السكوت من ذهب حدثني فضل بن إسحاق حدثنا أبو قتيبة عن شعبة قال سمعت معاوية بن قرة قال لو قلت للأقطع فلان الأقطع كانت غيبة قال فذكرت ذلك لأبي إسحاق فقال صدق
[ 313 ]
حدثني فضل حدثنا أبو قتيبة حدثنا جرير بن حازم قال ذكر محمد بن سيرين رجلا فقال ذاك الأسود ثم قال أستغفر الله أستغفر الله اغتبته حدثني فضل حدثنا أبو قتيبة عن الربيع عن محمد بن سيرين قال إذا قلت لأخيك من خلفه ما فيه مما يكره فهي الغيبة وإذا قلت ما ليس فيه فهو البهتان وظلم لأخيك أن تذكره بأقبح ما تعلم منه وتنسى أحسنه آخر كتاب الصمت



نام کتاب : كتاب الصمت وآداب اللسان نویسنده : ابن أبي الدنيا    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
   ««اول    «قبلی
   جلد :
فرمت PDF شناسنامه فهرست