و أما العلة التي كانت من أجلها عرف يوسف إخوته و لم يعرفوه لما دخلوا عليه فإني سمعت محمد بن عبد الله بن محمد بن طيفور يقول في قول الله عز و جل وَ جاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَ هُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ إن ذلك لتركهم حرمة يوسف و قد يمتحن الله المرء بتركه الحرمة أ لا ترى يعقوب (ع) حين ترك حرمة يوسف غيبوه من عينه فامتحن من حيث ترك الحرمة بغيبته عن عينه لا عن قلبه عشرين سنة و ترك إخوة يوسف حرمته في قلوبهم حيث عادوه و أرادوا القطيعة للحسد الذي في قلوبهم فامتحنوا في قلوبهم كأنهم يرونه و لا يعرفونه و لم يكن لأخيه من أمه حسد مثل ما كان لإخوته فلما دخل قال إني أنا أخوك على يقين فعرفه فسلم من المحن فيه حين لم يترك حرمته و هكذا العباد
نام کتاب : علل الشرائع نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 54