responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 103

قلّل هو الإصبع ، فكأنّها آلة للمسح لا ملحوظة بالتقدير.

وهذا هو اختيار جماعة [١] من المتأخّرين.

وأوجب المرتضى ـ رضي‌الله‌عنه ـ في مسائل الخلاف وابن بابويه ـ رحمه‌الله ـ ثلاث أصابع مضمومة. [٢] وتبعهما الشيخ ـ رحمه‌الله ـ في النهاية. [٣]

وإنّما أجزأ ذلك كلّه ؛ لمكان الباء في قوله تعالى (بِرُؤُسِكُمْ). [٤]

أمّا عندنا فظاهر ؛ للنصّ عليه في خبر زرارة ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : ألا تخبرني من أين علمت وقلت : إنّ المسح ببعض الرأس وبعض الرِّجْلين؟ فضحك ، ثمّ قال يا زرارة قاله رسول اللهُ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونزل به الكتاب من الله عزوجل يقول (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) فعلمنا أنّ الوجه كلّه ينبغي أن يغسل ، ثمّ قال (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ) ثمّ فصل بين الكلام فقال (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ) فعرفنا حين قال (بِرُؤُسِكُمْ) أنّ المسح ببعض الرأس ؛ لمكان الباء ، ثمّ وصل الرِّجْلين بالرأس كما وصل اليدين بالوجه ، فقال (وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) فعرفنا حين وصلها بالرأس أنّ المسح على بعضها. [٥].

وإنّما نقلتُ الحديث بأسره ؛ لكثرة الاختلاف في هذه الباء بين الأُصوليّين ، وحيث هي منصوصة عندنا عن أئمّة الهدى فلا يلتفت حينئذٍ إلى مَنْ مَنَع من ذلك من الأُصوليّين ، ولا إلى إنكار سيبويه [٦] إفادتها التبعيض في سبعة عشر موضعاً من كتابه ، وتبعه على ذلك ابن جنّي [٧] ، مع أنّها شهادة على النفي ، ومعارضة بإقرار الأصمعي وأبي علي الفارسي وابن كيسان والقتيبي [٨] وابن مالك من المتأخّرين ، [٩] وأكثر عليها من الآيات الإلهية والشواهد الشعريّة ، كقوله تعالى (يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ) [١٠].


[١] منهم : ابن إدريس في السرائر ١ : ١٠١ ؛ والمحقّق الحلّي في المعتبر ١ : ١٤٤ ؛ والفاضل الآبي في كشف الرموز ١ : ٦٦.

[٢] الفقيه ١ : ٢٨ ؛ وحكاه عنهما المحقّق الحلّي في المعتبر ١ : ١٤٥.

[٣] النهاية : ١٤.

[٤] المائدة (٥) : ٦.

[٥] الكافي ٣ : ٣٠ / ٤ ؛ الفقيه ١ : ٥٦ / ٢١٢ ؛ علل الشرائع ١ : ٣٢٤ / ١ ، الباب ١٩٠ ؛ التهذيب ١ : ٦١ / ١٦٨ ؛ الاستبصار ١ : ٦٢ ـ ٦٣ / ١٨٦.

[٦] انظر على سبيل المثال : الكتاب ٤ : ٢١٧.

[٧] كما في الذكرى ٢ : ١٣٦.

[٨] في مغني اللبيب : القتبيّ.

[٩] مغني اللبيب ١ : ١٤٢ ؛ الذكرى ٢ : ١٣٦.

[١٠] الإنسان (٧٦) : ٦.

نام کتاب : روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست