عند ما تحدثنا عن نشأة الإمام الحكيم، عرفنا بأنه عاش فقيرا، و كان يتحدث الإمام الحكيم عن فقره هذا، و يفتخر به أحيانا، حيث كان يصف حاله و حال أهل بيته، بأنه في بداية حياته، كان أكثر طعامهم الخبز و اللبن، و هما أكثر الأشياء توفرا، و أرخصها ثمنا، و كان التمر أحد المكونات الاساسية للمئونة السنوية، و هو رخيص في العراق.
و قد يكون الفقر في ذلك الزمان هو الطابع العام لطلاب العلوم الدينية، و قد يتفاوتون فيما بينهم في هذا الجانب، و لكن الظروف الاقتصادية الصعبة العامة التي عاشها الإمام الحكيم في بداية حياته، كانت أشد ضغطا عليه و على أسرته من غيره.
و المهم في هذا البعد، هو نظرته (قدّس سرّه) إلى هذا الفقر و تقييمه له، و كذلك آثاره الروحية و الاجتماعية على شخصيته، لأن الفقر في حياة الإنسان له مدلولان مختلفان، إيجابي و سلبي: أحدهما الشعور بالحاجة إلى اللّه تعالى، و الفقر الذاتي إليه الأمر الذي يدفعه نحو السعي للتكامل، لأنه بدون هذا الشعور، لا يمكن للإنسان أن يتحرك نحو الكمال، و صعود مدارج التقدم.
و كذلك الإحساس بالآلام و المعانات التي يشعر بها الفقراء، و الصعوبات