الأولى للنصوص
السابقة المحمول إطلاق ما في خبري زيد [١] والسكوني [٢] منها على المقيد الذي هو خبر أبي بصير [٣] والمحكي في كتاب
زيد [٤] فاحتمال السقوط مطلقا عن الجماعة الثانية لتلك الصلاة ـ بل هو صريح المحكي عن
المبسوط أو ظاهره عملا بإطلاق خبر السكوني الظاهر في المنفرد وخبر زيد ، وطرحا
لخبري أبي بصير وغيرهما ـ في غير محله قطعا ، كالذي سمعته سابقا عن الصدوق من
العمل بموثق عمار مع طرح باقي الأخبار.
انما البحث في أن
المدار على تفرق الجميع بحيث يبقى السقوط مع بقاء الواحد ، أو على بقاء الجميع
بحيث إذا مضى واحد يسقط السقوط ، أو على الأكثر تفرقا وبقاء بمعنى تحقق السقوط مع
بقائهم وعدمه مع تفرقهم ، أو على العرف في صدق التفرق وعدمه من غير ملاحظة شيء من
ذلك أقوال ، صرح جماعة بالأول ، بل ربما استظهر أيضا ممن عبر بلفظ تفرقوا ونحوه
لترك الاستفصال في خبر أبي علي ، وقول الصادق عليهالسلام في خبر أبي بصير : « فان وجدهم قد تفرقوا أعاد الأذان » إلى
آخره.
كقوله عليهالسلام في خبره الآخر :
« وإن كان تفرق الصف أذن وأقام » إذ المراد بالصف المصطفين [٥] كناية عن الجماعة
، فاعتبار تفرقهم يقضي بالاستغراق كضمير الجمع ، بمعنى أنه لا بد من افتراق كل
واحد عن الآخر ، ومع بقاء الواحد مثلا معقبا لا يتحقق ذلك ، لكن فيه أنه خلاف
المنساق عرفا من صدق التفرق ، ضرورة تحققه
[١] الوسائل ـ الباب
ـ ٦٥ ـ من أبواب صلاة الجماعة ـ الحديث ٣.
[٢] الوسائل ـ الباب
ـ ٢٥ ـ من أبواب الأذان والإقامة ـ الحديث ٤.
[٣] الوسائل ـ الباب
ـ ٢٥ ـ من أبواب الأذان والإقامة ـ الحديث ١ و ٢.
[٤] المستدرك ـ الباب
ـ ٢٢ ـ من أبواب الأذان والإقامة ـ الحديث ١.
[٥] هكذا في النسخة
الأصلية ولكن الصحيح « المصطفون » بقرينة ما يأتي من قوله قدسسره : « إن المراد من الصف المصطف ».