مراده الرد على ما
حكاه عن العامة بعد أن فهم منهم اعتبار الاجتماع فيهما ، وإلا فمن المستبعد إنكاره
مشروعية الأذان للإعلام مستقلا عن الصلاة مع جريان السيرة القطعية به واستفادته من
المستفيض من النصوص ، كصحيح معاوية بن وهب [١] عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أذن في مصر من أمصار المسلمين وجبت له الجنة » وغيره
من الأخبار [٢] الواردة في مدح المؤذنين المحرمة لحومهم على النار
السابقين إلى الجنة ، بل هم فيها على المسك الأذفر ، وان من أذن منهم سبع سنين
احتسابا جاء يوم القيامة ولا ذنب له ، وان للمؤذن فيما بين الأذان والإقامة مثل
أجر الشهيد المتشحط بدمه في سبيل الله ، بل المؤذن المحتسب كالشاهر سيفه في سبيل
الله المقاتل بين الصفين ، إلى غير ذلك مما جاء في الثواب المعد لهم مما يبهر
العقول ، وحمل ذلك كله على مؤذني الصلاة في الجماعات في المساجد ونحوها لا داعي
إليه بل مقطوع بعدمه ، ولقد أجاد العلامة الطباطبائي في ذكره أحكام كل من الإعلامي
والصلاتي باستقلاله ، فلا يعتبر في الأول الاتصال بالصلاة ، بل ولا نية القربة
الصرفة ، بل ولا ترك الأجرة على إشكال ، ولا اللحن والتغيير في احتمال ، وانه لا
يجوز أن يؤخر عن أول الوقت بخلاف الثاني إلى أن قال :
فافترق الأمر ان
في الأحكام
فرقا خلا عن
وصمة الإبهام
وقد تسمع فيما
يأتي مزيد تحقيق لذلك إن شاء الله ، والله الموفق.
وكيف كان فـ ( النظر
) والبحث في الأذان والإقامة يقع في أربعة أشياء الأول فيما يؤذن له
ويقام وهما أي الأذان والإقامة مشروعان للفرائض الخمس بإجماع
[١] الوسائل ـ الباب
ـ ٢ ـ من أبواب الأذان والإقامة ـ الحديث ١ وفي الوسائل « من أذن في مصر من أمصار
المسلمين سنة وجبت له الجنة ».
[٢] الوسائل ـ الباب
ـ ٢ ـ من أبواب الأذان والإقامة.