لا في خصوص الوتر
، إلا أنه لما كان هذا لطلب العفو والرحمة وغيرهما استحق ذكر كل ما له مدخلية في
استجابة الدعاء ، بل قد يقال إن اشتهار ذلك بين الأصحاب فتوى وعملا لا يكون إلا عن
نص وإن لم يصل إلينا ، ولعله للاستغناء بهذه الشهرة عنه كما هو الشأن في كل إجماع
لا نص فيه ، فالأمر سهل وإن لم نقف فيه على نص ، نعم ورد [١] أنه يدعو فيه على
من يشاء من أعدائه ويسميهم بأسمائهم ، وأن يقول : إذا رفع رأسه من آخر ركعة الوتر
ما عن أبي الحسن الأول عليهالسلام[٢] : « هذا مقام من
حسناته نعمة منك ، وشكره ضعيف ، وذنبه عظيم ، وليس لذلك إلا رفقك ورحمتك ، فإنك
قلت في كتابك المنزل على لسان نبيك المرسل صلواتك عليه وآله ( كانُوا
قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ ، وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )[٣] طال هجوعي وقل
قيامي ، وهذا السحر وأنا أستغفرك لذنوبي استغفار من لا يجد لنفسه ضرا ولا نفعا ولا
موتا ولا حياة ولا ولا نشورا ، ثم يخر ساجدا » وأن يقول إذا انصرف من الوتر أيضا
ما عن أبي جعفر عليهالسلام[٤] « سبحان ربي
الملك القدوس العزيز الحكيم ثلاث مرات ، ثم يقول : يا حي يا قيوم يا بر يا رحيم يا
غني يا كريم ارزقني من التجارة أعظمها فضلا ، وأوسعها رزقا ، وخيرها لي عاقبة ،
فإنه لا خير فيما لا عاقبة له » وغير ذلك مما هو معلوم بملاحظة الأخبار الواردة
عنهم عليهمالسلام.
وكذا يستحب له الفصل بين
صلاة الغداة ونافلتها المدسوسة في صلاة الليل باضطجاعه على الجانب الأيمن ، ويقرأ الخمس آيات من
آخر آل عمران ، ويدعو بالمأثور ، أو بسجدة كما هو مقتضى الجمع بين النصوص ، لكن في
الذكرى قال الأصحاب :
[١] الوسائل ـ الباب
ـ ١٣ ـ من أبواب القنوت من كتاب الصلاة.