ان التجسيم
والتشبيه من حيث هما ليسا مما علم بطلانهما كذلك.
وأما المجبرة فعن
المبسوط نجاستهم ، وربما مال إليه في كشف اللثام ، وهو لا يخلو من وجه ، لقول
الرضا عليهالسلام السابق ، كقوله عليهالسلام[١] : « القائل بالجبر كافر ، والقائل بالتفويض مشرك » وقول
الصادق عليهالسلام[٢] : « ان الناس في القدر على ثلاثة أوجه : رجل يزعم أن الله تعالى أجبر الناس
على المعاصي فهذا قد أظلم الله في حكمه ، فهو كافر ، ورجل يزعم أن الأمر مفوض
إليهم ، فهذا قد أوهن الله في سلطانه ، فهو كافر » الخبر.
ولاستتباعه لإبطال
النبوات والتكاليف رأسا ، وإبطال كثير مما علم من الدين ضرورة ، فكفرهم أوضح من
غيرهم إلا أن يكونوا من الحمق بحيث لا يتفطنون لذلك ، فهم ليسوا من الناس في شيء.
ولقوله تعالى [٣]( سَيَقُولُ
الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا ، وَلا
حَرَّمْنا مِنْ شَيْءٍ ، كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتّى ) (
ذاقُوا بَأْسَنا ) إذ ذلك مذهبهم بعينه.
لكن قد يناقش في
ضرورية بطلان نفس ما ذهبوا اليه بموافقته لكثير من ظواهر الكتاب والسنة ، بل قيل :
ورد [٤] في بعض الأخبار والأدعية أنه خالق الخير والشر ، وبتعارض أدلة العقل في ثبوت
الاختيار للعبد وعدمه مع صعوبة إدراك ما ورد [٥] عن العترة عليهمالسلام من الأمر بين أمرين ، بل قيل : إن ما ذكر
[١] الوسائل ـ الباب
ـ ٦ ـ من أبواب حد المرتد ـ الحديث ٤ ـ ١٠ من كتاب الحدود والتعزيرات.
[٢] الوسائل ـ الباب
ـ ٦ ـ من أبواب حد المرتد ـ الحديث ٤ ـ ١٠ من كتاب الحدود والتعزيرات.