( و ) كيف كان فـ ( ـللتحمل مراتب
) مأخوذة من معنى الشهادة
على الشهادة ، وإلا فليس في النصوص لها أثر ، نعم فيخبر عمر بن جميع [١] عن أبي عبد الله
عن أبيه عليهماالسلام قال : « اشهد على شهادتك من ينصحك ، قال : أصلحك الله كيف؟ يزيد وينقص ، قال
: لا ولكن يحفظها عليك ، ولا تجوز شهادة على شهادة على شهادة » وفي المسالك
وغيرها « أنه لا يجوز للفرع التحمل إلا إذا عرف أن عند الأصل شهادة جازمة بالمشهود
عليه » بل في الرياض نفي الخلاف فيه ، لأنه المتبادر والمعنى الحقيقي للشهادة على
الشهادة ، قلت : لكن طريقه إلى ذلك لفظ الأصل ولو بأن يؤديه بعنوان أنه شهادة ، أو
يعتبر مع ذلك أمر آخر ، وستعرف تحقيق الحال فيه.
وعلى كل حال فـ (
ـأتمها ) أي المراتب ( أن يقول شاهد
الأصل : اشهد ) أو أشهدتك
( على شهادتي أني أشهد على فلان بن فلان لفلان بن فلان بكذا ، وهو
الاسترعاء ) أي التماس شاهد الأصل رعاية شهادته والشهادة بها ، أو يقول
: إذا استشهدت على شهادتي فقد أذنت لك في أن تشهد ، وربما قيل : إن
الاسترعاء هو
أن يقول : أشهدك عن شهادتي ، والفرق بين « عن » و « على » أن قوله : «
أشهدك على
شهادتي » تحميل ، وقوله : « عن شهادتي » إذن في الأداء ، فكأنه يقول : أدها
عني ،
إذ لإذنه أثر في ذلك ، ألا تراه لو قال له بعد التحميل : « لا تؤد عني تلك
الشهادة
» امتنع عليه الأداء ، ومن هنا يحكى عن بعضهم ترجيح « عن » على « على » بل
ناقش في
« على » بأنها تقتضي كون الشهادة مشهودا عليها ، وإنما هي مشهود بها ،
والمشهود
[١] الوسائل ـ الباب
ـ ٤٤ ـ من كتاب الشهادات ـ الحديث ٦ عن عمرو بن جميع.