وقد صدق وليس هذه
شكاية ، وانما الشكوى أن يقول لقد ابتليت بما لم يبتل به أحد ، ولقد أصابني ما لم
يصب أحدا ، وليس الشكوى أن يقول سهرت البارحة وحممت اليوم ونحو هذا » ومثله غيره [١] ويؤيد ما قلنا
انه قد ورد استحباب إعلام الإخوان بالمرض ، قال الصادق عليهالسلام[٢] : « ينبغي للمريض
منكم ان يؤذن إخوانه بمرضه ، فيعودونه فيؤجر فيهم ويؤجرون فيه ، قال : فقيل له :
نعم فهم يؤجرون فيه بممشاهم إليه ، فكيف يؤجر فيهم؟ قال : فقال : باكتسابه لهم
الحسنات ، فيؤجر فيهم ، فيكتب له بذلك عشر سنات ، ويرفع له عشر درجات ، ويمحى بها عنه
عشر سيئات » كما أنه قد ورد [٣] استحباب الاذن بالدخول عليه ، فقد قال أبو الحسن عليهالسلام : « إذا مرض أحدكم فليأذن للناس يدخلون عليه ، فإنه ليس من
أحد إلا وله دعوة مستجابة » أو يراد كتمان الشدة لا أصل المرض ، أو ما يمكن كتمانه
كبعض الأمراض الخفية ، أو كتمانه ابتداء مقدار ثلاثة أيام ونحو ذلك.
ويستفاد مما قدمنا
استحباب عيادة المرضى كما هو المجمع عليه بيننا ، بل لعله من ضروريات الدين ، وقد
ورد في ثوابها من الأخبار عن الأئمة الأطهار عليهمالسلام والنبي المختار صلىاللهعليهوآلهوسلم ما يقصر العقل عن إدراكه حتى ورد [٤] « أن له بكل خطوة
خطاها حتى يرجع إلى منزله سبعين ألف ألف حسنة ، وتمحى عنه سبعون ألف ألف سيئة ،
وترفع له سبعون ألف ألف درجة ، ووكل به سبعون ألف ألف ملك يعودونه في قبره ،
ويستغفرون له إلى يوم القيامة » وفي آخر [٥] « ان الله يعير عبدا من عباده ، فيقول له : ما منعك إذا
مرضت أن تعودني ، فيقول سبحانك سبحانك
[١] الوسائل ـ الباب
ـ ٥ ـ من أبواب الاحتضار ـ حديث ٣.
[٢] الوسائل ـ الباب
ـ ٨ ـ من أبواب الاحتضار ـ حديث ١.
[٣] الوسائل ـ الباب
ـ ٩ ـ من أبواب الاحتضار ـ حديث ١.
[٤] الوسائل ـ الباب
ـ ١٠ ـ من أبواب الاحتضار ـ حديث ٩.
[٥] الوسائل ـ الباب
ـ ١٠ ـ من أبواب الاحتضار ـ حديث ١٠.