وفيه أنه قد يعارض
بشدة حاجة غيرهم واشتمالهم على الأيتام والأرامل ، فالأولى إيصاله إلى نائب الغيبة
المأمون ، فيصرفه على حسب ما يراه من المصلحة التي تظهر له من أحوال سيده ومولاه.
ومرسل داود [١] وخبر البرقي [٢] ـ وإن حكي عن
الصدوق العمل بهما ، إلا أنهما مع ضعفهما واختصاص الأول بالحضور ، بل لعل الثاني
كذلك على معنى الاذن منه في ذلك الوقت ، ومعارضتهما بما سمعته من نقل الشيخين (
رحمهما الله ) لفعله عليهالسلام ـ قاصران عن معارضة غيرهما من وجوه ، خصوصا مع اضطرابهما
بما قيل عن بعض المحدثين من أنه حكي عن بعض النسخ « همشيرجه » بالياء بعد الشين ،
قال : « والمراد به : الأخ من الرضاعة » فيكونان حينئذ ـ نحو خبر سهل [٣] « ما تقول في رجل
مات وليس له وارث إلا أخا له من الرضاعة يرثه؟ قال : نعم » ـ خارجين عما نحن فيه ـ
من صرف ما للإمام ـ مطروحين لم يعمل بهما أحد من الأصحاب ، ضرورة عدم الخلاف ـ كما
عن بعضهم الاعتراف به ـ في عدم إرث الأخ من الرضاعة. نعم لا بأس بإعطاء الهمشهريج
مع تعدده وكونه من الفقراء ، وكيف كان فلا ريب في أن الأقوى ما ذكرناه.
لكن من الغريب ما
وقع في الرياض من الميل إلى تخصيص الهاشمي به ، وهو شيء لم نعرفه لغيره ، كما أنا
لم نعرف ما يومئ إليه ، بل
[١] المتقدمان في ص
٢٦١ والمتقدم هو خبر السري وقد ذكرنا أنه خبر خلاد السندي.
[٢] المتقدمان في ص
٢٦١ والمتقدم هو خبر السري وقد ذكرنا أنه خبر خلاد السندي.
[٣] الوسائل ـ الباب
ـ ٥ ـ من أبواب ولاء ضمان الجريرة ـ الحديث ١ عن سهل ابن زياد عن مروك بن عبيد.