منهما في كتبه ،
وما في مرسل القاسم بن محمد الجوهري [١] من أنها تربط ثلاثة أيام لم أجد عاملا به إلا ما يحكى عن
الصدوق ، كالمرسل [٢] أنه ستة ، وعن
الشيخ إلحاق شبهها بها ، بل في كشف اللثام تبعه عليه غيره.
وأما الدجاجة
فالمشهور أنه ثلاثة أيام ، بل عن الخلاف الإجماع عليه ، لخبري السكوني [٣] ومسمع [٤] وغيرهما ، لكن عن
المقنع أنه روي [٥] يوما إلى الليل ، ولم أجد عاملا به ، وعن الشيخ وغيره إلحاق
شبهها بها أيضا.
وبذلك كله ظهر لك
أن ما عدا الخبر الأول لا يخلو من شذوذ في الجملة ، ولا جابر له بخلافه ، فإنه مع
اعتباره في نفسه منجبر بالشهرة المحققة والمحكية في كلام جماعة ، ومعتضد فيما عدا
البطة بالإجماع المحكي عن الخلاف ، وفيما عدا الدجاجة بالإجماع المحكي عن الغنية ،
ومن هنا قال في الرياض : « فلا مسرح عن العمل به ولا مندوحة ».
فما يظهر من شيخنا
الشهيد الثاني وجملة ممن تبعه من الإضراب عنه وعن كل من الأقوال المتقدمة والمصير
إلى القاعدة ، وهي اعتبار أكثر الأمرين من هذه المقدرات وما يزول به الجلل ليخرج عن
حق الأدلة لا وجه له وإن كان أحوط بلا شبهة ، مع إنه إحداث قول مستأنف لم يوجد به
قائل من الطائفة.
قلت : أشار بذلك
إلى كلامه في الروضة ، قال : « ومستند هذه التقديرات كلها ضعيف ، وينبغي القول
بوجوب الأكثر ، للإجماع على عدم اعتبار أزيد منه ، فلا تجب الزيادة ، والشك فيما
دونه ، فلا يتيقن زوال التحريم
[١] الوسائل ـ الباب
ـ ٢٨ ـ من أبواب الأطعمة المحرمة ـ الحديث ٦.
[٢] الوسائل ـ الباب
ـ ٢٨ ـ من أبواب الأطعمة المحرمة ـ الحديث ٧.
[٣] الوسائل ـ الباب
ـ ٢٨ ـ من أبواب الأطعمة المحرمة ـ الحديث ١.
[٤] الوسائل ـ الباب
ـ ٢٨ ـ من أبواب الأطعمة المحرمة ـ الحديث ٢.
[٥] الوسائل ـ الباب
ـ ٢٨ ـ من أبواب الأطعمة المحرمة ـ الحديث ٨.