لا خلاف ولا إشكال
في أن ( النذر
والعهد ينعقدان بالنطق ) بل الإجماع بقسميه عليه ، والنصوص [١] كادت تكون متواترة فيه.
(
وهل ينعقدان بـ ) إنشائهما في ( الضمير
والاعتقاد ) من دون ذكر الصيغة
الدالة على ذلك؟ (
قال بعض الأصحاب ) وهو الشيخان والقاضي وابن حمزة على ما حكى عنهم ( نعم ) للأصل ، ولا أصل له ، وعموم الأدلة ، وهو فرع الصدق لغة
وعرفا وليس ، ولا أقل من أن يكون مشكوكا ، ولأنهما عبادة والأصل فيهما الاعتقاد
والضمير ، ول قوله صلىاللهعليهوآله [٢] « إنما الأعمال بالنيات » و « إنما » للحصر والباء للسببية
، وذلك يدل على حصر العمل في النية ولا يتوقف على غيرها وإلا لزم جعل ما ليس بسبب
سببا ، ولأن الغرض من اللفظ إعلام الغير ما في الضمير والاستدلال به على القصد ،
والله تعالى عالم بالسرائر ، ولقوله تعالى [٣]( إِنْ تُبْدُوا ما فِي
أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ ).
ومن الغريب توقف
الفاضل وغيره في القولين مع أن أدلة هذا القول كما ترى ، ضرورة أن كونهما عبادة
أعم من الاكتفاء فيها بالاعتقاد ، إذ قد تكون لفظية كالقراءة والذكر ، وقد تكون
بدنية كالركوع والسجود وأفعال الحج ، وقد تكون مالية كالزكاة والخمس.
واعتبار النية
التي هي القصد القلبي فيها لا يقتضي الاجتزاء بذلك ، وأقصى ما يدل عليه الخبر [٤] المزبور اعتبار
النية في العمل ، وأنه بدونها لا أثر له ، لا أن
[١] الوسائل الباب ـ
١ وغيره ـ من كتاب النذر والعهد.
[٢] الوسائل الباب ـ
٥ ـ من أبواب مقدمة العبادات الحديث ١٠.