(
ويعتبر فيه البلوغ وكمال العقل والاختيار والقصد ) بلا خلاف أجده في شيء من ذلك ، بل ولا إشكال كما في غيره
من العقود والإيقاعات ، بل على الأخير منها هنا الإجماع ، عن ظاهر الغنية والدروس
وغيرهما ، مضافا إلى قوله تعالى [١]( وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ
بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ) فان كسب القلوب النية والقصد ، وكذا قوله تعالى [٢]( وَلكِنْ
يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ ) خصوصا بعد رعاية
المقابلة باللغو الذي قد سمعت النصوص [٣] السابقة فيه الدالة على المطلوب أيضا وكأن اعادة المصنف
ذكره هنا مع ذكره سابقا اعتبار القصد في الصيغة أما لبيان أنه كما يصلح شرطا لها
يصلح شرطا له أيضا ، أو للتنبيه على مغايرته لها من وجه ، بأن يراد منه اتصاف
الحالف به في نفسه سواء ربطه بمقصود أم لا ، وبالنية ربط القصد بالصيغة الدالة على
الحلف ، كما ينبه عليه نشره ، فإنه أخرج باشتراط قصده السكران والغضبان الذي لا
يملك نفسه ، فإنهما لا قصد لهما في أنفسهما ، بخلاف الكامل الخالي من موانع القصد
، فإنه قاصد في الجملة ، لكن قد يربط قصده بالصيغة ، فيكون قاصدا ناويا ، وقد لا
يتوجه بقصده إليها ، فيكون لاغيا بحلفه ، ولعله لذا اعتبر الفاضل في الإرشاد في
الحالف أن يكون