لا خلاف في أن
الظهار محرم ، لاتصافه بالمنكر والزور في قوله تعالى [١] : ( وَإِنَّهُمْ
لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً ) وهما معا محرمان
مع تصريح الرواية [٢] الواردة في سبب نزولها بكونه معصية. ولكن قيل وإن لم
نتحققه لأحد من أصحابنا لا عقاب فيه ، لتعقيبه بالعفو فقال عز وجل بعد ذكره [٣] : ( وَإِنَّ
اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ) وهو يستلزم نفي العقاب.
وفيه أنه لا يلزم
من وصفه تعالى بالعفو والغفران فعليتهما بهذا النوع من المعصية ، وذكره بعده لا
يدل عليه ، فإنه تعالى موصوف بذلك عفى عن هذا الذنب الخاص أو لم يعف ، نعم تعقبه
له لا يخلو من باعث على الرجاء والطمع في عفو الله تعالى ، ونظائره في القرآن
كثيرة ، كقوله تعالى [٤]( لَيْسَ عَلَيْكُمْ
جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ ، وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ
اللهُ غَفُوراً رَحِيماً ) وغيره. هذا كله بالنسبة إلى نفس الآية الشريفة ، وإلا فقد
عرفت التصريح في الرواية [٥] الواردة في