النصوص رجعوا
إليها وأمثالها ، والمنقول عن الفقه الرضوي [١] فإنه كالخبر المتقدم في ذلك ، قيل وبما روي [٢] « ان الحائض إذا
أرادت أن تستبرئ ألصقت بطنها الى جدار ورفعت رجلها اليسرى » فإنه يشعر بان الحيض
في الأيسر ، وفيه ان الموجود في مرسلة يونس [٣] في كيفيته انها ترفع رجلها اليمنى ، ومن هنا كان المتجه
تخيرها في ذلك كما يأتي في محله ، وبما ينقل من شهادة النسوة بذلك ، وبذلك كله
يظهر ان الرواية المتقدمة أضبط مما
في الكافي [٤] « ان كان من الأيمن فهو من الحيض ، وان كان من الأيسر فليس
بحيض » كما عن ابن الجنيد الفتوى به.
وربما توقف بذلك
جماعة كظاهر المصنف ، بل قد يظهر من بعضهم الميل اليه مرجحا له بقدم الكليني وحسن
ضبطه على ما يشاهد من كتابه الذي لم يوجد مثله ، عكس الشيخ فإنه قد عثر له على
كثير من الخلل ، كل ذا مع نقل الشهيد في الذكرى ان كثيرا من نسخ التهذيب موافقة
لرواية الكليني ، بل فيها ان ابن طاوس نسب كون الحيض من الأيسر الى بعض نسخ
التهذيب الجديدة ، وقطع بأنه تدليس ، ومن هنا قال المصنف في المعتبر : ان الرواية
مقطوعة مضطربة لا أعمل بها ، ويؤيده الاعتبار فإن القرحة تكون في كل من الجانبين ،
ويدفع ذلك كله انه لو سلم أضبطية الكليني إلا ان الظاهر ان الشيخ في خصوص المقام
أضبط لما عرفت ، وبه يندفع الاضطراب ، إذ لا وجه له مع وجود المرجح بل المرجحات ،
وما نقله الشهيد عن كثير من نسخ التهذيب كالظاهر من ابن طاوس من نسبته إلى القديمة
لم نتحققه ، وينافيه فتوى الشيخ في المبسوط والنهاية بما سمعت ، وعدم ذكر أحد من
المحشين على التهذيب لها على ما نقل ،
[١] المستدرك ـ الباب
ـ ١٤ ـ من أبواب الحيض ـ حديث ١.
[٢] الوسائل ـ الباب
ـ ١٧ ـ من أبواب الحيض ـ حديث ٤.
[٣] الوسائل ـ الباب
ـ ١٧ ـ من أبواب الحيض ـ حديث ٢.
[٤] الوسائل ـ الباب
ـ ١٦ ـ من أبواب الحيض ـ حديث ١.