( وهو يشتمل على
بيانه وما يتعلق به ، أما الأول
فالحيض ) لغة على ما صرح به كثير من الأصحاب هو السيل من قولهم حاض
الوادي إذا سال ، وربما اعتبر فيه السيل بقوة ، وفي القاموس حاضت المرأة تحيض حيضا
ومحيضا ومحاضا سال دمها ، كما هو الظاهر من الجوهري أيضا ، وفي المغرب ومجمع
البحرين إذا سال دمها في أوقات معلومة ، وإذا سال في غير أيام معلومة من غير عرق
المحيض ، قلت : استحيضت فهي مستحاضة ، وكيف كان فالذي يظهر بعد إمعان النظر
والتأمل في كلمات أهل اللغة وغيرها أن الحيض اسم لدم مخصوص مخلوق في النساء لحكم
أشارت إلى بعضها الأخبار [١] منها تغذية الولد وغيره يعتاد النساء في أوقات مخصوصة ،
فهو حينئذ كلفظ المني والبول والغائط من موضوعات الأحكام الشرعية التي يرجع فيها
الى غيره ، وكان معروفا بهذا الاسم في السابق قبل زمان الشرع على ما قيل ، ويشير
اليه قوله تعالى [٢]( يَسْئَلُونَكَ عَنِ
الْمَحِيضِ ) وبغيره كالطمث والقرء وغيرهما ، وكان لخروجه أحكام أيضا
مترتبة عليه عند بعض الأمم السابقة حتى ان منهم من كان يهاجر الحائض مهاجرة تامة ،
نعم قد يحصل الاشتباه في بعض أفراده ، فميزه الشارع بأشياء تعرفها ان شاء الله
تعالى ، وليس له نقل شرعي إلى معنى جديد ، واحتماله كاحتمال ان الحيض في اللغة اسم
من أسماء المعاني هو السيل ، أو سيل دم مخصوص ، وهو الذي رتب الشارع على خروجه
الأحكام ضعيفان ، وان كان الثاني أقوى من الأول ، وما في بعض العبارات مما
[١] الوسائل ـ الباب
ـ ٩ ـ من أبواب الحيض ـ حديث ٣ ـ والباب ٣٠ ـ حديث ١٣ و ١٤.