وعن المبسوط
والخلاف والمهذب وفقه القرآن للراوندي والغنية والسرائر أن صورة الرقبى صورة
العمرى ، إلا أن اللفظ يختلف ، فإنه يقول : أعمرتك هذه الدار مدة حياتك أو حياتي ،
والرقبى يحتاج أن يقول أرقبتك هذه الدار مدة حياتك أو حياتي بل عن المبسوط لا فرق
بينهما عندنا ، وعن المهذب وما يفرق به بعض الناس ليس مذهبا لنا.
وفي محكي التذكرة عن علي عليهالسلام[١] « الرقبى والعمرى
، سواء » وفي محكي الخلاف أن العمرى عندنا سكنى ، وعن الجامع أن العمرى والرقبى
بحكم السكنى ، وعن صيغ العقود أن العبارات شتى والمقصود واحد ، وعن المختلف بعد أن
ذكر كلام المبسوط والمهذب والوسيلة والكافي والسرائر قال : وهذه اختلافات لفظية.
قلت : لا إشكال في
أن المفاد واحد مع فرض كون المورد المسكن ، إلا أنه تظهر الثمرة مع فرض التباين
بلزوم القصد مع فرض العقد باللفظ الصالح للجميع ، كما في كل مشترك ، وقضى القدر
المشترك غير كاف ، لعدم ثبوت مشروعيته لنفسه ، نحو قصد النقل المطلق من دون تشخيص
كونه بيعا أو صلحا أو هبة معوضة ، والفرض صلاحية المورد ، فإن كان المراد من
الوحدة والتسوية بالنسبة إلى النتيجة أو بالنسبة إلى أكثر الأحكام الثابتة لهما ،
فكذلك ، وإن أريد بالوحدة الاتحاد بالعقد وإن تكثرت أسماؤه باعتبار ألفاظه فخلاف
ظاهر النص والفتوى أنها عقود مستقلة مختلفة المعاني ، بل لو أريد من مورد أحدها الآخر
بطل ، نحو ما يراد من البيع الصلح ، وبالعكس ، إلا بناء على جواز إنشاء العقد
اللازم بالمجاز ، والفرض قصد المعنى المجازي ، أما مع عدمه فلا ريب في بطلانه
ضرورة كونه حينئذ كإرادة الإجارة بالبيع ، وبالعكس ، فتأمل.
ومن ذلك يظهر أن
الأولى قصد السكنى والعمرى في اللفظ المشتمل عليهما ، وكذا اللفظ المشتمل على
المدة المعينة وربما تسمع لذلك تتمة إن شاء الله تعالى.
وعلى كل حال فـ ( العبارة
عن العقد أن يقول : أسكنتك أو أعمرتك أو.