هو أيضا [١] « من المنافقين
وشر عباد الله تعالى » [٢] و « في يوم
القيامة يجعل الله له لسانين من نار ، دالعا أحدهما من قفاه وآخر من قدامه يلتهبان
خده ، ويعرف بذي اللسانين في ذلك اليوم » [٣] وبئس العبد ، عبد همزة لمزة يقبل بوجه ويدبر بآخر » نعم
ربما يجتمعان في فرد كما أنهما قد يجتمعان مع غيرهما من المعاصي ، السابقة وغيرها
، نعوذ بالله العظيم من هذه الخصال الذميمة ، ومما يولدها من الأغراض الدنية
والصفات الرذيلة.
ولقد تكفل علم
الأخلاق شرح دائها ودوائها وبيان كثيرها الخفية ولقد تصدى ثاني الشهيدين في رسالته
، في المقام لكثير من ذلك ، وكسب المؤمنين وشتمهم والنيل منهم ، لغير مصلحة ترجح
على المفسدة من غير فرق بين الأخيار والأشرار ، عدا الظالمين منهم والمتجاهرين
منهم بالكبائر ، فإن السيرة على التقرب إلى الله بسبهم ، وإن [٤] ورد أن سباب المؤمن فسق ، بل تطابقت الأدلة الثلاثة أو
الأربعة على حرمة [٥]إيذاء المؤمن وإهانته وهتك حرمته وظلمه في نفس أو مال أو
عرض وكمدح المذموم بما استحق الذم عليه وذم الممدوح كذلك على وجه يترتب عليه فساد
وإغراء بالجهل ، أما مدح الأول بما فيه من الصفات الحسنة ، وذم الأخر بما فيه من
صفات الذم على وجه لا يكون غيبة ونحوها فلا بأس به ، وإن استحق كل منهما الذم
والمدح من جهة أخرى
[١] الوسائل الباب
١٤٣ من أبواب أحكام العشرة الحديث ٦.
[٢] الوسائل الباب
١٤٣ من أبواب أحكام العشرة الحديث ٥.
[٣] الوسائل الباب
١٤٣ من أبواب أحكام العشرة الحديث ٣.
[٤] الوسائل الباب
١٥٢ و ١٥٨ من أبواب أحكام العشرة الحديث ١٢ و٣.
[٥] الوسائل الباب
١٤٥ من أبواب أحكام العشرة الحديث ١ ـ ٢.