ذلك ليس هذا طلب
الدنيا ، هذا طلب الآخرة » وفي الحديث [١] « من طلب الدنيا استعفافا عن الناس وسعيا على أهله وتعطفا
على جاره لقي الله عز وجل يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر » ومنها أن
يقتصد في طلبه ويجمل فيه وذلك بالاقتصار على أدنى المعيشة وترك الاجتهاد البليغ ،
ففي الخبر [٢] « ليكن طلبك المعيشة فوق كسب الحريص الراضي بدنياه المطمئن
إليها ، ولكن انزل نفسك من ذلك بمنزلة المنصف المتعفف ترفع نفسك عن منزلة الواهن
الضعيف وتكسب ما لا بد للمؤمن منه » ومنها أن لا يعتمد على سعيه وكده وفطنته وفي
الخبر [٣] « كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فان موسى عليهالسلام ذهب يقتبس نارا فانصرف وهو نبي مرسل » وفي الحديث [٤] « لن يزداد امرؤ
بحذقه نقيرا ولن ينقص امرؤ نقيرا بحمقه والعالم بهذا العامل به أعظم الناس راحة في
منفعته ، والعالم بهذا التارك له أعظم الناس شغلا في مضرته ، وفيه أن الله وسع
أرزاق الحمقاء لتعتبر العقلاء ويعلموا أن الدنيا لا ينال ما فيها بعمل ولا حيلة ».
ومنها أن يتفقه
فيما يتولاه من أفراد الاكتساب أولا ، ففي الخبر [٥] « الفقه ثم
المتجر والله للربا في هذه الأمة دبيب أخفى من دبيب النملة على الصفاء التاجر فاجر
والفاجر في النار إلا من أخذ
[١] الوسائل الباب ٤
من أبواب مقدمات التجارة الحديث ٥.
[٢] الوسائل الباب
١٣ من أبواب مقدمات التجارة الحديث ٣.
[٣] الوسائل الباب
١٤ من أبواب مقدمات التجارة الحديث ٤.
[٤] الوسائل الباب
١٣ من أبواب مقدمات التجارة في ضمن الحديث ٣.
[٥] الوسائل الباب ١
من أبواب آداب التجارة الحديث ١.