الفضولي ، كما صرح
به في التذكرة والمختلف ونهاية الأحكام والدروس وحواشي الشهيد والتنقيح وجامع
المقاصد وغيرها ، على ما حكي عن بعضها بل عن الإيضاح نسبته إلى الأكثر ، وإن كان
قد باع قاصدا للنقل عن نفسه وقبله المشتري على ذلك ، إلا أنه لا ينافي الفضولية
التي قد عرفت أنها عبارة عن وقوع العقد من غير المالك كيف ما قصد ، بل عرفت مدركها
فيما تقدم مما لا فرق فيه بين ذلك كله ، بل ولا بين علم المشتري بالغصبية وجهله
بها ، كما صرح به بعضهم لتناول معظم ما عرفته من الأدلة السابقة لذلك كله.
فما جزم به بعض
الناس من عدم كون بيع الغاصب مطلقا أو مع علم المشتري بالغصب ، أو تردد فيه كذلك
من الفضولي في غير محله وقصد النفس أو الغير لا مدخلية له حينئذ ، بعد فرض دلالة
الأدلة على قابلية تأثير لفظ العقد مع وقوعه على ما كان قابلا للتأثير فيه من غير
فرق بين المالك وغيره ، ونصوص النهي عن بيع ما لا يملك والسرقة ونحوها [١] قد عرفت الحال
فيها ، وما تسمعه إنشاء الله من عدم رجوع المشتري على الغاصب إذا لم يجيز المالك
بالثمن مطلقا أو مع التلف لو دفعه إليه عالما بالغصب ، غير مناف لصحة الفضولي قطعا
، مع عدم انحصار الثمن فيما لو دفعت كما كان كليا ، ضرورة رجوع المالك حينئذ على
المشتري مع إجازته البيع دون القبض بمصداق الثمن بل وكذا لو أجاز القبض وكانت
العين باقية ، بناء على اختصاص عدم الرجوع في صورة التلف ، فان له الرجوع بها
حينئذ عليه ، بل ومع التلف أيضا بناء على الكشف ، فان له ذلك أيضا ، وعدم رجوع
المشتري عليه في صورة عدم الإجازة تعبدا ، أو للإباحة لا ينافي رجوع المالك