responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر الكلام نویسنده : النجفي الجواهري، الشيخ محمد حسن    جلد : 2  صفحه : 80

أفعال العقلاء ، فما أعرف ما ذا يعتريه في مثل الوضوء.

ومن هنا كان التحقيق ان النية عبارة عن الداعي الذي يحصل للنفس بسببه انبعاث وميل إلى الفعل ، فان المكلف إذا دخل عليه وقت الظهر مثلا وهو عالم بوجوب ذلك الفرض سابقا وعالم بكيفيته وكميته وكان الغرض الحامل على الإتيان به انما هو الامتثال لأمر الله ثم قام من مكانه وسارع ثم توجه إلى المسجد ووقف في مصلاه مستقبل القبلة فأذن وأقام ثم كبر واستمر في صلاته فان صلاته صحيحة شرعية مشتملة على النية والقربة ، فظهر بذلك أنه لا تنحصر النية في الصورة المخطرة بالبال. لا يقال : ان الاخطار أشد في حصول الإخلاص ، لأنا نقول : انه ينبغي القطع في عدم مدخلية ذلك فيه ، ألا ترى انه إذا غلب على قلب المدرس أو المصلي حب الشهرة والسمعة وميل القلوب اليه لكونه صاحب فضيلة أو ملازم عبادة وكان ذلك هو الحامل له على تدريسه وعبادته فإنه لا يتمكن من نية القربة والإخلاص فيها وان قال بلسانه وتصور بجنانه أصلي أو أدرس قربة إلى الله كما هو واضح ، وحاصل الفرق بين القول بالإخطار والداعي إما بان يقال : ان الأول يؤول إلى إيجاب العلم بالحضور وقت الفعل بخلاف الثاني ، فإنه يكتفى بالحضور من دون علم والتفات الذهن ، وما عساه يظهر من بعضهم ـ من أنه بناء على الداعي يكتفي بوجوده وإن غاب عن الذهن حال الفعل ، ولذا لم يفرقوا بين الابتداء والاستدامة ـ مما لا ينبغي الالتفات اليه ويقطع بفساده ، وكيف يعد مثل هذا الفعل في العرف بمجرد هذا العزم السابق منويا ومقصودا أو يقال في الفرق بينهما : ان المراد بالداعي انما هو العلة الغائية للفعل الباعثة للمكلف على إيجاده في الخارج ، وهو ليس من النية في شي‌ء ، بناء على ما ذكرنا انها مجرد القصد والإرادة ، وإطلاق لفظ النية عليه في لسان بعضهم انما هو بحسب الاصطلاح المتأخر ، فنقول حينئذ يكتفى بقيام الداعي في المكلف لكن لا بد من حصول الإرادة للفعل حين التعقل وإن غفل عن الداعي له في ذلك الوقت لكن‌

نام کتاب : جواهر الكلام نویسنده : النجفي الجواهري، الشيخ محمد حسن    جلد : 2  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست