وخبري سماعة [١] وأبي بصير [٢] السابقين ، لكن
عن المفيد في كتاب أحكام النساء ولو خلا موضع السعي للنساء فسعين فيه لم يكن به
بأس ، وهو مطالب بدليله إن أراد استحباب ذلك لهن.
وعلى كل حال فمحل
الهرولة ما سمعته في المتن موافقا لما في النافع والقواعد ومحكي المراسم والجامع
والإصباح ، واليه يرجع ما عن الوسيلة من أنه بين المنارتين ، والإشارة من أنه بين
الميلين ، وقد سمعت قول الصادق عليهالسلام في حسن معاوية [٣] بل ربما علل بأنه شعبة من وادي محسر الذي عرفت استحباب
الهرولة فيه ، ولكن عن الفقيه والهداية والمقنع والمقنعة وجمل العلم والعمل
والكافي والغنية الى ان يجاوز زقاق العطارين ، ولم نجد ما يشهد له ، وإن قال في
كشف اللثام لقول الصادق عليهالسلام في حسن معاوية [٤] نحوا من ذلك الى قوله « حتى تبلغ المنارة الأخرى ، فإذا
جاوزتها » الى آخر ما سمعته مما لا يخفى عليك عدم دلالته على شيء من ذلك ، وإنما
هو دال على السعي بين المنارتين ، وعن الغنية « حتى يبلغ المنارة الأخرى ويتجاوز
سوق العطارين فيقطع الهرولة » ونحوها ما عن الكافي ، وفيه ما عرفت أيضا ، وأغرب من
ذلك ما عن النهاية والمبسوط فإذا انتهى الى أول زقاق عن يمينه بعد ما يتجاوز
الوادي إلى المروة سعى ، فإذا انتهى اليه كف عن السعي ومشى مشيا ، وإذا جاء من عند
المروة بدأ من عند الزقاق الذي وصفناه فإذا انتهى الى الباب قبل الصفا بعد ما
تجاوز الوادي كف عن السعي ومشى مشيا » إذ هي واضحة القصور كما عن الفاضل
[١] الوسائل ـ الباب
ـ ٢١ ـ من أبواب السعي ـ الحديث ٢.
[٢] الوسائل ـ الباب
ـ ١٨ ـ من أبواب الطواف ـ الحديث ١.
[٣] الوسائل ـ الباب
ـ ٦ ـ من أبواب السعي ـ الحديث ١.
[٤] الوسائل ـ الباب
ـ ٦ ـ من أبواب السعي ـ الحديث ٢.