التفسير مضافا إلى
الإطلاق موثق سماعة [١] « سألته عن قوم
صاموا شهر رمضان فغشيهم سحاب أسود عند غروب الشمس فظنوا أنه ليل فأفطروا ثم إن
السحاب انجلى فإذا الشمس ، فقال : على الذي أفطر صيام ذلك اليوم ، إن الله تعالى
يقول ( ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ ) ، فمن أكل قبل أن
يدخل الليل فعليه قضاؤه ، لأنه أكل متعمدا » وهو كالصريح فيما ذكرنا ، بل من علم
أن نظر الأصحاب في تعبيرهم إلى النصوص وأنهم كالناقلين بالمعنى يقطع بكون المراد
ما في هذا الخبر ، وهو ظاهر أو صريح في تخيلهم كون السحاب الليل ، والمراد من الظن
حينئذ القطع نحو قوله [٢]( الَّذِينَ يَظُنُّونَ
أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ ) لمعلومية عدم جواز الاعتماد عليه مع عدم العلة ، والمناقشة
في دلالته على القضاء ـ باحتمال إرادة وجوب إتمام صيام ذلك اليوم ، والاستدلال
بالآية لا ينافيه بل يؤكده ، كقوله عليهالسلام : « فمن أكل » إلى
آخره إذ التعمد في الأكل الموجب للقضاء انما يتصور بعد الانجلاء ، لأنه إفطار
حينئذ لا قبله ، إذ هو تعمد للأكل كناسي الصوم لا للإفطار ـ كما ترى ، إذ هو مخالف
للظاهر من وجوه ، خصوصا بعد فهم معظم الأصحاب منه ذلك ، والتعبير عنه بالإفطار ،
وظهور الاستدلال فيه بقرينة تتمته بقوله عليهالسلام : « فمن » إلى آخره في إرادة بيان قضاء ذلك اليوم ، كما هو
واضح.
نعم لا وجه
للاستدلال به كما عن المعظم على القضاء على من أفطر بظن الدخول ولو للعلة في
السماء ، مؤيدا بإطلاق ما دل عليه ، والطعن في سند المعارض وفي دلالة الصحيح منه
بأن مضي الصوم لا يستلزم عدم القضاء ، وشذوذ العمل بإطلاقه الشامل لصورتي الوهم
والشك ، ولا قائل بهما قطعا ، كالظن مع التمكن
[١] الوسائل ـ الباب
ـ ٥٠ ـ من أبواب ما يمسك عنه الصائم ـ الحديث ١.