من النصوص فحوى
وصريحا ، إذ في خبر يونس [١] « ملعون ملعون من لم يوقر المسجد » وخبر أبي بصير [٢] سأل الصادق عليهالسلام « عن العلة في
تعظيم المساجد فقال : إنما أمر بتعظيم المساجد لأنها بيوت الله في الأرض » ول قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في خبر المناهي [٣] : « لا تجعلوا
المساجد طرقا حتى تصلوا فيها ركعتين » لكن ظاهره ارتفاع الكراهة بالصلاة ركعتين ،
ولم أجد من نص عليه ، ولا ثبت اعتبار الخبر ، فالحكم به حينئذ مشكل ، والتسامح في
الكراهة لا يقتضي التسامح في رافعها وما في التحرير من تقييد الحكم بالكراهة
بالاختيار لا مدخلية له في ذلك قطعا ، بل لا وجه له في نفسه عند التأمل ، نعم في
كشف اللثام وعن السرائر أن المراد بجعلها طريقا المضي فيها إلى غيرها لقرب ممر
ونحوه لا للتعبد فيها ، فلعل مبنى الخبر المزبور ذلك ، إذ دخولها مع الصلاة ركعتين
فيها كأنه يرفع تمحض إرادة الاستطراق ، ومن ذلك كله ظهر لك أن المراد بجعلها طريقا
استطراقها مع بقاء هيئة المسجدية لا تغييرها طريقا ، لما عرفت من حرمة ذلك ، كما
هو واضح.
ويستحب أن يجتنب
البيع والشراء فيها وتجنيبها المجانين وإنفاذ الأحكام وتعرف الضوال وإقامة الحدود
وإنشاد الشعر ورفع الصوت وعمل الصنائع
للمرسل [٤] عن الصادق عليهالسلام « جنبوا مساجدكم البيع والشراء والمجانين والصبيان
والأحكام والضالة والحدود ورفع الصوت » وخبر عبد الحميد [٥] عن أبي إبراهيم عليهالسلام قال : « قال رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : جنبوا
[١] المستدرك ـ الباب
ـ ٥٣ ـ من أبواب أحكام المساجد ـ الحديث ١.
[٢] الوسائل ـ الباب
ـ ٧٠ ـ من أبواب أحكام المساجد ـ الحديث ١.
[٣] الوسائل ـ الباب
ـ ٦٧ ـ من أبواب أحكام المساجد ـ الحديث ١.
[٤] الوسائل ـ الباب
ـ ٢٧ ـ من أبواب أحكام المساجد ـ الحديث ١.
[٥] الوسائل ـ الباب
ـ ٢٧ ـ من أبواب أحكام المساجد ـ الحديث ٢.