من حرف أو ارتج
عليه في أول كلامه أو لم يأت بالحرف على الصحة والبيان » بل ومن المحكي عن المبسوط
أيضا « تكره الصلاة خلف التمتام ومن لا يحسن أن يؤدي الحروف ، وكذلك الفأفاء ،
فالتمتام هو الذي لا يؤدي التاء ، والفأفاء هو الذي لا يؤدي الفاء » إلا أنه لا
يخفى عليك ضعفهما بعد الإحاطة بما سمعت سابقا في الأمي وغيره ، ضرورة اتحاد الطريق
في الجميع ، ومن هنا كان لا حاجة إلى إعادة كثير مما تقدم هناك ، فلا حظ وتأمل ،
مع أنه قال في المبسوط بعد ذلك بلا فصل فيما حكي عنه : « وكذا لا يؤتم بإرث ولا
ألثغ ولا أليغ ، فالأرث هو الذي يلحقه في أول كلامه ريح فيتعذر عليه ، فإذا تكلم
انطلق لسانه ، والألثغ هو الذي يبدل حرفا مكان حرف ، والأليغ هو الذي لا يأتي
بالحروف على البيان والصحة ، وإذا أم أعجمي لا يفصح بالقراءة أو عربي بهذه الصفة
كرهت إمامته ».
إذ من الواضح
مساواة الألثغ بالتفسير الذي ذكره للتمتام والفأفاء ، وإن كان هما مختصان في الفاء
والتاء بخلافه بناء على تفسيره بما عرفت ، وإلا فهو خاص أيضا بناء على ما في
المنتهى عن الصحاح من تفسيره بأنه الذي يجعل الراء غينا أو لاما والسين تاء ،
وحواشي الشهيد من أنه الذي يجعل الراء لاما ، بل وعلى ما عن الفراء أيضا من أن
اللثغة بطرف اللسان هو الذي يجعل الراء على طرف اللسان ، ويجعل الصاد ثاء.
وعلى كل حال
فينافي حينئذ حكمه بالمنع فيه ، لحكمه بالكراهة فيهما ، إلا أن الظاهر بل لعله من
المقطوع به بملاحظة قرائن كثيرة في كلامه إرادته الكراهة أيضا من قوله : « لا يؤتم
» فلا منافاة حينئذ ، نعم هو كالسابق في غاية الضعف بالنسبة للألثغ ، بل لا أجد
فيه خلافا من غيره عدا الوسيلة التي سمعت عبارتها لما تقدم ، ومتجه بالنسبة للإرث
المفسر بما عرفت ، بل في المنتهى أنه حكاه الأزهري عن المبرد أيضا لإطلاق الأدلة
السالمة عن المعارض ، بل لولا التسامح في دليل الكراهة لأمكن