وعلى كل حال فمما
سمعته من موثق الأعرج كخبره الآخر [١] وصحيح أبي الصباح [٢] وخبر موسى بن بكير [٣] وغيرها يستفاد وجه ما ذكره المصنف مستثنيا له مما سبق
بقوله إلا أن تمتلئ الصفوف فلا يكره له حينئذ القيام وحده كما صرح به غير واحد من
الأصحاب ، بل نسبه بعضهم إليهم مشعرا بدعوى الإجماع عليه ، بل في ظاهر المدارك أو
صريحها دعواه عليه ، أما إذا لم يمتل أحد الصفوف بأن كان فرجة فيه سعى اليه ، بل
قد يستفاد من صحيح الفضيل [٤] استحبابه ، بل في المدارك تبعا للذكرى وعن المقنع ونهاية
الأحكام له السعي إليها وإن كانت في غير الصف الأخير ، ولا كراهة هنا في اختراق
الصفوف ، لأنهم قصروا حيث تركوا تلك الفرجة ، نعم لو أمكن الوصول بغير اختراقهم
كان أولى ، بل قد يستفاد من صحيح الفضيل بناء على الوجه الذي قدمناه استحباب السعي
لتسوية الفرجة وتتميمها في أثناء الصلاة بتقدم كان ذلك أو بتأخر ، بل هو صريح خبر علي بن جعفر [٥] المروي عن كتابه
عن أخيه عليهالسلام « سألته عن الرجل يكون في صلاته في الصف هل يصلح له أن يتقدم أو يتأخر وراءه
في جانب الصف الأخير ، قال : إذا رأى خللا فلا بأس » وخبر أبي عتاب زياد مولى آل
دعش [٦] المروي عن بصائر الدرجات عن الصادق عليهالسلام « سمعته يقول : أقيموا صفوفكم إذا رأيتم خللا ، ولا عليك
أن تأخذ وراءك إذا رأيت ضيقا في الصفوف أن تمشي فتتم الصف الذي خلفك أو تمشي
منحرفا فتتم الصف الذي قدامك ، فهو خير ، ثم قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : أقيموا
صفوفكم فاني أنظر إليكم من خلفي لتقيمن أو ليخالفن الله بين قلوبكم » ويقرب
[١] الوسائل ـ الباب
ـ ٥٧ ـ من أبواب صلاة الجماعة ـ الحديث ١.
[٢] الوسائل ـ الباب
ـ ٥٧ ـ من أبواب صلاة الجماعة ـ الحديث ٢.
[٣] الوسائل ـ الباب
ـ ٥٧ ـ من أبواب صلاة الجماعة ـ الحديث ٤ لكن روى عن موسى بن بكر كما في الفقيه ج
١ ص ٢٥٤ ـ الرقم ١١٤٧.
[٤] الوسائل ـ الباب
ـ ٧٠ ـ من أبواب صلاة الجماعة ـ الحديث ٢.
[٥] الوسائل ـ الباب
ـ ٧٠ ـ من أبواب صلاة الجماعة ـ الحديث ١١.
[٦] الوسائل ـ الباب
ـ ٧٠ ـ من أبواب صلاة الجماعة ـ الحديث ٩.