أن الموجب
الكسوفان والزلزلة ، وفي رواية [١] « تجب لأخاويف السماء » إلى غير ذلك من العبارات التي قد
يظهر الخلاف فيها باقتصارها ، خصوصا إذا كانت مثل عبارة النافع ، إلا أنه لا ريب
في قوة التعميم ، وأنه أشهر بل المشهور ، لما عرفت ، ولصحيح محمد بن مسلم وزرارة [٢] قالا : قلنا لأبي
جعفر عليهالسلام : أرأيت هذه الرياح والظلم التي تكون هل يصلى لها؟ فقال : كل أخاويف السماء
من ظلمة أو ريح أو فزع فصل له صلاة الكسوف حتى يسكن » الذي لا ينافي ما دل على
عموم الصلاة للآية المخوفة وإن كانت في الأرض كما عرفت ، وصحيح عبد الرحمن [٣] سأل أبا عبد الله
عليهالسلام « عن الريح والظلمة تكون في السماء والكسوف فقال عليهالسلام : صلاتهما سواء »
« كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا هبت ريح صفراء أو حمراء أو سوداء تغير وجهه واصفر ،
وكان كالخائف الوجل حتى ينزل من السماء قطرة من مطر فيرجع اليه لونه ، ويقول : قد
جاءتكم بالرحمة » [٤] فإن المراد التسوية في الوجوب منه لا الكيفية ، لعدم
ملائمة ما هو كالتعليل له من قوله : « كان » إلى آخره. بناء على أنه من تتمة الخبر
لا أنه مرسل آخر للصدوق كما هو الظاهر وإن أوهمت بعض العبارات خلافه ، فيسقط
الاشعار من جهته حينئذ ، ولأنه الموافق لظاهر المروي [٥] عن دعائم الإسلام
أيضا عن جعفر بن محمد عليهماالسلام « يصلى في الرجفة والزلزلة والريح العظيمة والظلمة والآية
تحدث وما كان مثل ذلك كما يصلى في صلاة كسوف الشمس والقمر سواء » على أنه
[١] و (٢) و (٣)
الوسائل ـ الباب ـ ٢ ـ من أبواب صلاة الكسوف والآيات الحديث ١ ـ ١ ـ ٢
[٤] الفقيه ج ١ ص
٣٤٥ ـ الرقم ١٥٢٨ المطبوع في النجف.
[٥] المستدرك ـ الباب
ـ ٢ ـ من أبواب صلاة الكسوف والآيات ـ الحديث ٢.