الأخبار المتفرقة
في سائر الأبواب مع التأمل يظهر منه الدلالة على المطلوب من وجوه متعددة بحيث لا
تصلح بعد ذلك للتأويل وارتكاب التعسفات التي لا ضرورة إليها ، والمقصود بما ذكرناه
التنبيه في الجملة للأدلة وكيفية الدلالة وتعددها من جهات ، ولو أردنا التعرض لكل
خبر خبر احتجنا إلى إطناب تام لا يناسب وضع الكتاب.
وقد يدل على
المطلوب أيضا بل اعترف الأردبيلي بأنه من أقواها نصوص [١] استئناف الصلاة
بزيادة الركعة فما زاد عمدا أو سهوا في غير الصورة المستثناة الشاملة بإطلاقها لما
بعد التشهد وقبله ، ولعل منه المصلي تماما في السفر عمدا ، ولو أن التسليم غير
واجب لم يتحقق البطلان ، ضرورة حصول الزيادة بعد تمام الواجبات.
ومن هنا استدل
القائل بالندب بما ستعرفه مما دل [٢] على صحة صلاة من زاد ركعة في الرباعية إذا جلس مقدار
التشهد ، والجواب عنها بأن القائل بالندب يلتزم بعدم الخروج من الصلاة إلا بنيته
أو بالسلام أو فعل المنافي يدفعه أنه رجوع إلى مذهب أبي حنيفة ، على أنه لا يقتضي
بطلان الصلاة ، إذ لا أقل من أن تكون الزيادة من فعل المنافي ، وأضعف منه الجواب
بأن ذلك مبطل وإن وقع خارج الصلاة ، إذ قد يبطلها بعض ما هو كذلك كالعجب ونحوه ،
فإنه كما ترى ، ويقرب منه القول بأنه إنما يخرج بآخر التشهد ما لم يقصد ويفعل ما
يدل على العدم ، ومرجعه إلى ما قيل من أن نقول بالندب ونلتزم بالبطلان للدليل ،
وأما الجواب بأن البطلان في مثله للتشريع في النية فيدفعه أولا فرض موضوع الدليل
في الأعم من ذلك عمدا ونسيانا ، وثانيا منع اقتضاء مثله البطلان ، ضرورة كون
الزيادة المشرع بها خارج الصلاة ، بل ربما نوقش في أصل حرمته فضلا عن اقتضائه
الفساد ، اللهم إلا أن يفرض أنه ركب عبادة خماسية مثلا ،
[١] الوسائل ـ الباب
ـ ١٩ ـ من أبواب الخلل الواقع في الصلاة ـ الحديث ١ و ٢ و ٣.
[٢] الوسائل ـ الباب
ـ ١٩ ـ من أبواب الخلل الواقع في الصلاة ـ الحديث ٤.