بسم الله الرحمن الرحيم نحمدك اللهم على أن أكرمتنا بالاسلام وأنقذتنا به من الهلكة وجعلت لنا أسماعا وأبصارا، فاجعلنا من الشاكرين. ونصلي على رسولك الاعظم، والهادي إلى صراطك الاقوم و على آله وعترته دعائم الاسلام، وولائج الاعتصام، الذين بهم عاد الحق في نصابه، وإنزاح الباطل عن مقامه، وانقطع لسانه عن منبته، هداة أبرار وأئمة أخيار. أما بعد - فمن منن الله سبحانه وإفضاله علي توفيقي لطبع هذا الاثر النفيس القيم الذي ألفه يمنى كبير من جهابذة العلم، ونمقنه أنامل الفضيلة، وخطه يراع حبر براه العلم الصحيح، وكتبته يد معتصم بالقرآن، متمسك بحجزة أهل بيت الوحي، مغترف من بحار علومهم، ودبجته يراعة فقيه من فقهاء الامة: سماحة الحجة آية الله الحاج السيد أحمد الموسوي الخوانساري - دامت بركاته -. فأفاد بأثارة من علمه الغزيز، وفضله المتدفق، وأدبه الكثار فشرح كتاب (المختصر النافع) واستقرى الادلة، فأصاب الغرض، وأتقن التأليف، وأحاط بأقطار البحث، ووفى تفاصيل الفروع، وأسماه (جامع المدارك). فهو مع إيجازه واختصاره جؤنة حافلة بنفيس الاعلاق، من علم جم، وفقه مستدل، ورأى حصيف، وقول سديد، ودعوى مدعومة بالبرهان، يناقش ما يخالف رأيه بهدوء، دون أي تحامل وتعسف،