نام کتاب : تهذيب الأحكام نویسنده : شيخ الطائفة جلد : 4 صفحه : 169
اتيت معاذ بن كثير
في شهر رمضان وكان معي اسحاق بن محول فقال معاذ : لا والله ما نقص من شهر رمضان
قط. وهذا الخبر لا يصح العمل به من وجوه ، أحدها : ان متن هذا الحديث لا يوجد في
شئ من الاصول المصنفة وانما هو موجود في الشواذ من الاخبار ، ومنها : أن كتاب
حذيفة بن منصور رحمهالله
عري منه والكتاب معروف مشهور ، ولو كان هذا الحديث صحيحا عنه لضمنه كتابه ، ومنها
: ان هذا الخبر مختلف الالفاظ مضطرب المعاني ألا ترى ان حذيفة تارة يرويه عن معاذ
بن كثير عن ابي عبد الله عليهالسلام
، وتارة يرويه عن ابي عبد الله عليهالسلام
بلا واسطة ، وتارة يفتي به من قبل نفسه فلا يسنده الى أحد ، وهذا الضرب من
الاختلاف مما يضعف الاعتراض به والتعلق بمثله ، ومنها : انه لو سلم من جميع ما
ذكرناه لكان خبر واحد لا يوجب علما ولا عملا ، واخبار الآحاد لا يجوز الاعتراض بها
على ظاهر القرآن والاخبار المتواترة ، ولو كان هذا الخبر مما يوجب العلم لم يكن في
مضمونه ما يوجب العمل على العدد دون الاهلة ، وأنا ابين عن وجهه ان شاء الله تعالى
، اما الحديث الذي رواه الحسن بن حذيفة عن أبيه عن معاذ بن كثير انه قال لابي عبد
الله عليهالسلام : ان الناس
يقولون ان رسول الله صلىاللهعليهوآله
صام تسعة وعشرين يوما اكثر مما صام ثلاثين يوما قال : كذبوا ما صام رسول الله صلىاللهعليهوآله منذ بعثه الله تعالى الى ان قبضه أقل من
ثلاثين يوما ولا نقص شهر رمضان منذ خلق الله السماوات والارض من ثلاثين يوما ، فانه
يفيد تكذيب الراوي من العامة عن النبي صلىاللهعليهوآله
انه صام شهر رمضان تسعة وعشرين اكثر مما صامه ثلاثين ، ولا يفيد انه لا يصح صيامه
تسعة وعشرين ولا يتفق أن يكون زمانه كذلك ، ويكون معنى قوله ما صام منذ بعث الى أن
قبض أقل
نام کتاب : تهذيب الأحكام نویسنده : شيخ الطائفة جلد : 4 صفحه : 169