فصل في الماء الجاري اعلم: أن تقسيم المياه باعتبار اختلاف أحكامها، ولا يكفي الاختلاف كثيرا. والذي يظهر: أن الماء قد يكون ذا مادة، وهي أعم من المادة الموجودة تحت الارض، أو مثل الثلوج فوق الارض، أو مثل ماء المطر، فإن ماء المطر المجموع في الارض له مادة ; وهو المطر، ومعتصم به، أو ماء الحمام الذي مادته ادعائية في وجه، أو واقعية، أو ماء البئر والعيون الجارية على سطح الارض أو غير الجارية، فإن هذا الماء أحد المياه بحسب نظر الشرع. وهناك ماء آخر: وهو الراكد الكثير، والقليل، ونفس المطر. ولو لم تكن سخافة عرفية، لكان المطر أيضا له مادة ; وهي الابخرة والاوداق، فلا يكون هناك مياه للعناوين المذكورة في الكتب المفصلة، إلا أنا نذكر