الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خير خلقه محمد و آله
الطيبين الطاهرين.
و بعد، فقد كانت سيرة المسلمين المتدينين و ما زالت على الرجوع في
مسائلهم الشرعية إلى كبار الفقهاء و سؤالهم عن الحلال و الحرام و بقية الأحكام.
و قد تميز المسلمون من أتباع أهل البيت صلوات الله و سلامه عليهم
بالرجوع في أحكام عباداتهم و معاملاتهم إلى مراجع الدين و تطبيق فتاواهم بشكل دقيق
لأنها أحكام الله تعالى في حقهم.
و أقدم ما حفظ لنا التأريخ من مجموعات استفتاء عن فقهائنا مجموعة
مسائل و رسائل الشريف المرتضى قدس سره المتوفى سنة 436 هجرية و من بعده الشيخ
الطوسي، ثم المحقق الحلي و العلامة الحلي، ثم المحقق الكركي و الميرزا القمي قدس
الله نفوسهم الزكية.
و من بعدهم كان لمراجع الشيعة مجاميع استفتاءات قليلة أو كثيرة، و
لكنا لا نعرف عند المتأخرين مجموعة بلغت من السعة و التنوع ما بلغه" مجمع
المسائل" لسيدنا المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد محمد رضا
الموسوي الگلپايگاني دام ظله الوارف، فقد بلغ ثلاث مجلدات، و لعل ما