responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهداية في الأصول و الفروع نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 161

منزلة هارون و لو كان النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) إنما نفى النبوة بعده في وقت و الوقت الذي بعده عند مخالفينا لم يجعل لعلي فيه منزلة توجب له نبوة لأن ذلك من لغو الكلام، و لأن استثناء النبوة إنما وقع بعد الوفاة، و المنزلة التي توجب النبوة في حال الحياة التي لم ينتف النبوة فيها، فلو كان استثناء النبوة بعد الوفاة مع وجوب الفضيلة و المنزلة في حال الحياة لوجب أن يكون نبيا في حياته ففسد ذلك و وجب أن يكون استثناء النبوة إنما يكون هو في الوقت الذي جعل النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) لعلي (عليه السلام) المنزلة فيه لئلا يستحق النبوة مع ما استحقه من الفضيلة و المنزلة.

و مما يزيد ذلك بيانا أن النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) لو قال: «علي مني بعد وفاتي بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي معي في حياتي» لوجب بهذا القول أن لا يمتنع على أن يكون نبيا بعد وفاة النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) لأنه إنما منعه ذلك في حياته و أوجب له أن يكون نبيا بعد وفاته لأن إحدى منازل هارون أن كان نبيا، فلما كان ذلك كذلك وجب أن النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) إنما نفى أن يكون علي نبيا في الوقت الذي جعل له فيه الفضيلة، لأن بسببها ما احتاج إلى نفي النبوة، و إذا وجب أن المنزلة هي في النبوة وجب أنها بعد الوفاة لأن نفي النبوة بعد الوفاة، و إذا وجب أن عليا (عليه السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) بمنزلة هارون من موسى في حياة موسى فقد وجبت له الخلافة على المسلمين و فرض الطاعة، و أنه أعلمهم و أفضلهم. لأن هذه كانت منازل هارون من موسى في حياة موسى.

فإن قال قائل: لعل قول النبي (صلى الله عليه و آله و سلم): «بعدي» إنما دل به على بعد نبوتي و لم يرد بعد وفاتي.

قيل له: لو جاز ذلك لجاز أن يكون كل خبر رواه المسلمون من أنه لا نبي بعد محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) أنه إنما هو لا نبي بعد نبوته و أنه قد يجوز أن يكون بعد وفاته أنبياء.

نام کتاب : الهداية في الأصول و الفروع نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست