responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المكاسب المحرمة نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 2  صفحه : 35


الاخبار ، وكذا يدخل الكتابة وإن احتمل فيها ما يأتي في الإشارة وهو أن الإشارة المستعملة مكان الجملة الاخبارية كالإشارة ( بنعم ) و ( لا ) في جواب هل زيد قائم ؟
فالظاهر أن اطلاق الصدق والكذب عليها باعتبار قيامها مقام القول عرفا بخلاف سائر الأفعال الحاكية عن خلاف الواقع فإنها ليست من مقولة الاخبار والأقوال ولا نائبا منابها ، بل لها دلالة مستقيمة على الواقع في مقابل الاخبار .
فأذان المؤذن قبل الوقت ليس بكذب ، لأن مقالته أي فصوله بما أنها حاكية عن معانيها لا تحكي عن دخول الوقت لا مطابقة ولا التزاما ، بل ايقاع هذا العمل كاشف عن دخول الوقت للتعارف والعادة ، ففرق بين الأعمال القائمة مقام الأقوال و غيرها مما هي كاشفة عن واقع لزوما .
وأما لوازم المخبر به في المثال المتقدم أي الاخبار بأن هذا يوم السبت فلا يقال فيها : إنه أخبر بأمور غير محصورة لأنه لم يخبر إلا عن يوم السبت ، واللوازم المذكورة لوازم المخبر عنه الوحداني ففي قوله : زيد طويل النجاد ، اخبار عن طول قامته أو شجاعته ، لا عن طول النجاد ، بخلاف قوله : هذا يوم السبت فإنه اخبار عن مضمونه ، لا عن الأيام الأخر .
ثم إن الكذب هل يتقوم على افهام الغير مضمون الجملة فلا يقال للجملة التي لا مخاطب لها أنها صدق أو كذب ، أو لا يتوقف إلا على صدور الجملة المخالفة للواقع من المتكلم .
يمكن أن يقال : إن الصدق والكذب متفرعان على الحكاية عن الواقع ، والحكاية فرع الدلالة أو هي هي ، ومعنى الدلالة الفعلية على شئ كون الكلام هاديا ومرشدا إلى الواقع أو إلى مفاد الجملة المنطبق عليه ، والدلالة الفعلية بما أنها من الأمور الإضافية تحتاج إلى الأطراف من الدال والمدلول والمدلول عليه فلا يتصف الكلام بالدلالة الفعلية إلا إذا كان عند المتكلم مخاطب مهدي بكلامه بالفعل إلى مضمون الجملة الحاكية عن الواقع ، ومع فقد المهدي بالفعل لا تكون الدلالة والهداية فعلية ، لأن المتضائفين متكافئان قوة وفعلا بل يكون الكلام دالا اقتضاء أي له اقتضاء الدلالة لا فعليتها ،

نام کتاب : المكاسب المحرمة نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 2  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست