الأول [1] أن ظاهر أكثر الأصحاب استثناء الحداء وفي الرياض [2] المستند [3] اشتهر استثنائه لكن تأمل صاحب مفتاح الكرامة [4] في الشهرة وجزم في الجواهر بعدمها [5] و احتمل تحققها على الخلاف ، ولعله لاطلاق الأصحاب وعدم استثنائهم ذلك ما عدا المحقق ومن عرفت ممن هو بعده ، والانصاف عدم ثبوت الشهرة المعتمدة في طرفي القضية . وقد يستدل على الاستثناء أو يؤيده بما روي أنه صلى الله عليه وآله [6] قال لعبد الله بن رواحة : حرك بالنوق فاندفع يرتجز وكان عبد الله جيد الحداء وكان مع الرجال وكان أنجشة [7] مع النساء فلما سمعه تبعه فقال صلى الله عليه وآله لأنجشة : رويدك رفقا بالقوارير يعني النساء . ( وفيه ) مضافا إلى ضعف السند ، أن الظاهر منها أن ابن رواحة ارتجز لتحريك النوق والانشاد ببحر الرجز يخالف الغناء ، ولا يحصل به الخفة والطرب الخاص بالغناء بل يحصل منه التهيج الخاص بالحرب ونحوه ، فيمكن أن يقال : فيها اشعار بعدم جواز الحداء والتغني للإبل ، فإن تركه والأخذ بالرجز مع مناسبة الأول للسوق مشعر بممنوعيته ، وأما قوله : وكان عبد الله جيد الحداء : اخبار من الراوي ، ولا يدل على
[1] كتاب الحج - باب الحداء والشعر في السفر . [2] في النوع الخامس من الفصل الأول مما يكتسب به في الأعمال المحرمة . [3] في الفصل الثاني فيما يحرم التكسب به من المقصد الثالث في جواز الحداء من كتاب مطلق الكسب والاقتناء - ص 343 . [4] في القسم الرابع من المتاجر المحظورة فيما نص الشارع على تحريمه - في الغناء . [5] في النوع الرابع فيما هو محرم في نفسه مما يكتسب به في حرمة تكسب المغنيات [6] نقله في مفتاح الكرامة والجواهر في ذيل كلمات الفقهاء في المقام وهو ضعيفة . [7] أنجشة مولى للنبي صلى الله عليه وآله ( قاموس )