نام کتاب : المعتبر في شرح المختصر نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 386
لا يجب الاستيعاب، لأنك تقول جذبت بالزمام و ضربت بالسوط و كتبت بالقلم.
و ليس المراد بكله و حينئذ لا يكون قوله وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ[1] كقوله امسحوا رءوسكم بل يكون دخول الباء مفيدا إلصاق المسح بالرأس و لو ببعضه كما مثلناه فيقتصر على المتقين. و يؤيد ذلك ما رواه زرارة عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: سألته عن التيمم فضرب بيديه الأرض ثمَّ رفعهما فنفضهما و مسح بهما جبهته و كفيه مرة واحدة [2].
فإن احتج علي بن بابويه برواية ليث المرادي عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال:
«تضرب بكفيك على الأرض مرتين و تمسح بهما وجهك و ذراعيك» [3]. فالجواب الطعن في السند فإن الراوي حسين بن سعيد عن محمد بن سنان، و محمد ضعيف جدا، و ليس كذلك روايتنا، فإنها سليمة السند، فيكون أرجح.
و أجاب علم الهدى بأن قال: المراد الحكم كأنه إذا مسح كفيه كان كمن غسل ذراعيه في الطهارة. و بمثل ذلك أجاب الشيخ (رحمه اللّه) في التهذيب، و هو تأويل بعيد.
ثمَّ الجواب الحق العمل بالخبرين فيكون مخيّرا بين مسح الوجه أو بعضه لكن لا يقتصر على أقل من الجبهة، و قد أومأ الى هذا ابن أبي عقيل فقال: و لو أن رجلا تيمم فمسح ببعض وجهه أجزأه لأن اللّه تعالى يقول فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ[4].
و أما مسح اليد فقد قال الأكثرون منا المراد بها ظاهر الكفين. و قال علي بن بابويه امسح يديك من المرفقين إلى الأصابع. و قال أبو حنيفة و الشافعي: يمسح الكفين و الذراعين باطنا و ظاهرا. و قال أحمد: يقتصر على ظاهر الكفين.