responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعتبر في شرح المختصر نویسنده : المحقق الحلي    جلد : 1  صفحه : 21

الفصل الأول [في وصايا نافعة]

ليكن تعلمك للنجاة، لتسلم من الرياء و المراء و بحثك لاصابة الحق، لتخلص عن قواطع الأهوية و مئالف النشاء، و أكثر التطلع على الأقوال لتظفر بمزايا الاحتمال، و استنقض البحث عن مستند المسائل لتكون على بصيرة فيما تتخيره، و عليك بالحفظ فإنه أربط للعلم، و أضبط للفهم، و دوام البحث يعطك استعدادا لتلقي النتائج النظرية بالفعل، و اختر المباحث الصالح لتستفيد من خلقه ما يصير لك سجية.

ثمَّ أوصيك إياك «و الحشوية» من المتفقهة و المقلدة منهم، فربما خادعوك ليجذبوك الى جهالتهم، و انما يريدون جبر مقالتهم و ستر ضلالتهم، و لا يغررك لو قال الحق لائح، فلا ارتياب و الطريق واضح فقيم الإسهاب فإنه لا يصعب أن تجيبه بأن كل ممكن أن يعلم يصلح أن يوصف بالوضوح و ان دق طريقه و شق تحقيقه، و ليس إطلاق الوضوح عليه موجبا بالفعل، فأنت إذا اعتبرت خلاف الفضلاء في المسائل الفقهية، ذلك على صعوبة الظفر الا بعد بحث و نظر، فيتحقق انه دلّس في عبارته، و لبّس في إشارته زيادة تحقيق: ان في الناس المستعبد نفسه لشهوته، المستغرق وقته في أهويته مع إيثاره الاشتهار بآثار الأبرار، و اختياره الاتسام، بسير الأخيار.

اما لان ذلك في جبلته، أو لأنه وسيلة إلى حطام عاجلته، فيثمر هذان الخلقان نفاقا غريزيا و حرصا على الرئاسة الدينية طبيعيا، فاذا ظهرت لغيره فضيلة عليه خشي غلبة المزاحم، و منافسة المقاوم، ثمَّ يمنعه نفاقه من المكافحة، فيرسل القدح في ذي المناصحة، و يقول لو قال كذا، لكان أقوم، لو لم يقل كذا، لكان أسلم، موهما انه أوضح كلاما و أرجح مقاما، فاذا ظفرت بمثله، فليشغلك الاستعاذة باللّه من بليته عن الاشتغال بإجابته، فإنه شر الرجال، و أضر على الأمة من الدجّال، كأني بكثير ممن ينتحل

نام کتاب : المعتبر في شرح المختصر نویسنده : المحقق الحلي    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست