نام کتاب : المعتبر في شرح المختصر نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 19
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لولده محمد رضي اللّه عنه: «تفقه في الدين، فان الفقهاء ورثة الأنبياء» [1] و ان طالب العلم ليستغفر له من في السموات و من في الأرض، حتى الطير في جو السماء، و الحوت في البحر، و ان الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى به و قال الصادق (عليه السلام): «الأنبياء حصون، و العلماء سادة» [2] و قد خص اللّه طائفتنا باقتفاء الصدق، و اتباع الحق، لتلقي الاحكام عن رؤساء أهل البيت، فهم معتمدون على التحقيق، مستندون الى الذكر الوثيق، لا يلوون على قائل بظنه، شارع برأيه، يقول على اللّه ما لا يعلم، و يفتي بالوهم، و ساء ما يتوهم، و لما تعددت التبع، و ظهرت البدع، و أقام كل فريق رأسا، يقتدون ببدعته، و يتعبدون بشرعته، وجب أن ينشر أهل الحق ما علموه، و يظهروا ما كتموه، قال النبي (صلى اللّه عليه و آله): «إذا ظهرت البدع في أمتي، فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة اللّه» [3].
و لما كانت الكتابة مناط الفهم، و رباط العلم، و صراط العصمة من الوهم، كما قال جعفر بن محمد: «اكتبوا فإنكم لا تحفظون حتى تكتبوا» [4] و قال للمفضل:
«اكتب، و بث كتبك في إخوانك، فإنه يأتي على الناس زمان، لا يأنسون الا بالكتب» [5] أحببت أن أكتب دستورا يجمع أصول المسائل و أوائل الدلائل أذكر فيه خلاف الأعيان من فقهائنا، و معتمد الفضلاء من علمائنا، و ألحق بكل مسئلة من الفروع ما يمكن إثباته بالحجة، و سياقته الى المحجة، فقطعت الحوادث عن ذلك القصد، و منعت الكوارب ورود ذلك الورد، حتى اتفق لنا إحضار كتاب الشرائع بالمختصر