وفي قوله : "لا سهو في سهو" معنى آخر تقدّم البحث عنه [1] على ما هو عليه من الإجمال كما مرّ [2] . وفي قوله : "ولا في المغرب سهو" وكذا الفقرتان اللّتان بعده ، المراد بطلان الصلاة .
وأمّا قوله : "لا سهو في نافلة" فلم يعلم أنّ المراد هل هو البطلان أيضاً كما في سابقه ، أو البناء على الاحتمال المصحّح من طرفي الشك من البناء على الأكثر إلاّ إذا كان مفسداً فعلى الأقل ، كما في مثل قوله : لا سهو لمن كثر عليه السهو[3] على ما مرّ [4] . فهذه الفقرة في نفسها غير بيّنة ولا مبيّنة ، فهي مجملة لا يمكن الاستدلال بها بوجه .
على أنّ غايتها الدلالة على البناء على الأكثر ، لا التخيير بينه وبين الأقل وإن لم يكن مفسداً ، إلاّ بمعونة القرينة الخارجية من إجماع ونحوه كما لا يخفى .
ومنها ـ وهي العمدة ـ : صحيحة محمّد بن مسلم المرويّة بطريقـين كلاهما صحيح قال : "سألته عن السهو في النافلة ، فقال : ليس عليك شيء" [5] .
بتقريب أنّ المنفي ـ سواء أكانت النسخة (عليك) بصيغة الخطاب كما أثبتنـاه أم بصيغة الغياب كما في بعض النسخ ، وسواء أرجع الضمير على هذا التقدير إلى السهو أم إلى الساهي ـ ليس هو الحكم التكليفي والوجوب النفسي بالضرورة إذ لا مجـال لتوهّم ذلك حتّى في الفرائض لولا ما ثبت فيها من حرمة القطع
ــــــــــــــــــــــــــــ