(فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)[1] ، وقوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكّى وَذَكَر اسْمَ رَبِّهِ فَصَلّى)[2] المفسّرين بهما ، وسيأتي الكلام عليها في محلّها إن شاء الله تعالى .
فهذه الصلوات بين ما تقدّم وما يأتي .
ومنها : الصلوات اليومية وهي التي يقع البحث عنها في المقام ، ويدخل فيها صلاة الاحتياط فانها من توابع تلك الصلوات ، لا سيما على القول بكونها جزءاً من العمل ظرفه بعد الفراغ منه ـ لا أنها عمل مستقل يتدارك به النقص ـ فانها حينئذ عينها حقيقة .
ويدخل فيها أيضاً صلاة القضاء عن المكلف نفسه ، فانها اليومية بعينها ، غايته أنها تقع خارج الوقت ، فلا فرق إلا من حيث الأداء والقضاء .
وهي خمس فرائض : الصبح ركعتان ، والظهر والعصر كل منهما أربع ركعات ، والمغرب ثلاث ركعات ، والعشاء أربع ركعات ، وتسقط في السفر عن كل من الرباعيات ركعتان .
a ولا خلاف في وجوب هذه الفرائض ـ على النهج المذكور ـ بين أحد من المسلمين ، بل هي من ضروريات الدين التي يندرج منكرها في سلك الكافرين . وقد نطق به الكتاب العزيز بضميمة ما ورد من التفسير ، قال (عزّ من قائل) : (أَقِمِ الصَّلَوةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ الَّيْلِ وَقُرْءَانَ الْفَجْرِ . .) الآية[3] . تعرّض تعالى ـ كما ورد في تفسيرها ـ لأربع صلوات تقع ما بين الزوال ومنتصف الليل ، وهي الظهران والعشاءان ، وأشار إلى صلاة الفجر بقوله تعالى : (وقرآن الفجر)وقال (عزّ اسمه) : (وَسَبِّح بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلوعِ الشَمْسِ وَقَبْلَ غُروبِها وَمِن آناءِ الَّيْلِ فَسَبِّحْ وأطراف النهار لعلّك تَرضى)[4] . فسّر
ــــــــــــــــــــــــــــ